توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ربح «الوفدُ» وربح رئيسُه

  مصر اليوم -

ربح «الوفدُ» وربح رئيسُه

بقلم - عمرو هاشم ربيع

أعلن حزب الوفد قراره النهائى برفض ترشيح رئيسه د. السيد البدوى لانتخابات الرئاسة. ربح الوفد وربح رئيسه. القرار أكد موقف الوفد الثابت المتخذ منذ عدة أسابيع بدعم الرئيس السيسى ومن ثم رفض ترشيح أحد قيادات الحزب.

ربح الوفد لأنه وفقاً لمن حضر اجتماع الهيئة العليا لن يكون الحزب ساتراً أو محللاً. وربح أيضاً بسبب تعامل رئيس الحزب مع مسألة قرار الهيئة العليا وكأنه تحصيل حاصل، فراح يقدم على «كشف طبى مستعجل» للحاق بقطار الانتخابات خاوى الركاب.

فى المقابل أيضاً ربح «البدوى» بقراره الانفرادى وفى نفس الوقت خضوعه لقرار الهيئة العليا. سياسى داهية، برَّأ نفسه أمام من هم خارج الوفد. وكأن لسان حاله يقول لهؤلاء «العيب بالحزب وليس بى». من اليوم يرى طرف أن أعماله الخاصة لن تُمسَّ، وربما يتباطأ مع عدم المساس بها تنفيذ ثلة الأحكام الصادرة بحقه، أو لتؤجل لعدة أشهر لتوفيق أوضاعه. أكبر مشكلات البلدان النامية أن ترى رئيس الحزب رجل أعمال، هنا تصبح كل قراراته الحزبية فى كفة وأعمال المزايدات والمناقصات والضرائب والجمارك وغيرها بما يتصل بالعلاقة مع الدولة فى الكفة الأخرى.

أما الطرف الآخر فهو كما هو، كل حسنات ونكبات الآخرين تُدخر داخل الأدراج، رد الفعل- ثواباً أو عقاباً- مؤجل عند الحاجة، هذا ما حدث مع آخرين نعرف كل مصائبهم، وفسادهم، لكن الفاتورة مؤجل دفعها عند التطاول على من لا تطاول عليهم. سياسة اتبعها مبارك مع بكرى وعيسى ونور وأبوالفتوح وأباظة وغيرهم، وثبت نجاحها وفهم الجميع الدرس، لكن رغم الذكاء الذى ظهر فى اتباع السياسة السابقة على المدى القصير فإن مبارك خسر كثيراً على المدى البعيد.

الآن، وبالنسبة للقرارات المتخذة بشأن الانتخابات يتضح أن الإدارة السياسية، قبل القانونية، لها مازالت تحبو؛ فالبدوى بمشاركته فى الانتخابات كان سيكون بمثابة ملاذ للخلاص من عقدة انتخابات التزكية. أحد الأسباب الرئيسة فى اتخاذ قرار المشاركة هو المأساة الكبرى المتمثلة فى أن مؤسسات كثيرة لم تعِ نتيجة وتداعيات ما حدث فى المشهد الانتخابى فى الأيام الماضية؛ إذ إنها عالجت الموضوع من زاوية قانونية صرفة، وتركت الجوانب السياسية المتصلة بالمواءمة وصورة مصر، فراحت تصول وتجول وتتخذ أولاً قراراً بالضغط على هذا، واستبعاد ذاك، ومن قبل هذا وذاك توقيف فلان، وإيصال آخر لليأس حتى لا يخوض معركة محسومة نتيجتها، وقناعة خامس بأنه لا جدوى من العملية برمتها حتى بعد التوكيلات التى حصدها. المشهد السابق غريب الصورة، وجعل هناك ردود أفعال شديدة اللهجة تصدر من الغرب، كنا بالتأكيد فى غنى عنها، ويعتقد أن ردود أفعال أخرى ستأتى بعد أن تستغل جماعة الإخوان الإرهابية المشهد وتسوق له، بعد أن أمسكناها بأيدينا السلاح الذى تحاربنا به. ستقارن الجماعة بين الإجراءات التى خاضت فيها الانتخابات عام 2012 وإجراءاتنا، وتنعى دستورها مقابل دستورنا، وهكذا.

ماذا كان سيحدث لو جرت الانتخابات وهناك 5 متنافسين أو أكثر، حتى لو أعددنا من يوكل من الناخبين ومن يزكى من النواب. يقيناً- إذا فعلنا ذلك- كان مرشحٌ سيفوز بنسبة لا تقل عن 80%، والباقون سيحصلون على الـ20% الباقية، وفى جميع الأحوال ستحسم المعركة من الجولة الأولى. لكن رغبة بعض الأجهزة البيروقراطية فى إحراج مصر بأن تجرى الانتخابات بلا مترشحين، أملاً فى الاكتساح الكامل عبر التزكية، أوصلتنا لما نحن فيه. فى آذانهم وَقْرٌ وعلى قلوبهم أَكِنَّةٌ أن يفقهوا كيف تُدار المطابخ الانتخابية خاصة ولعبة السياسة عامة. فى عهد الديكتاتور مبارك جرت انتخابات الرئاسة الأخيرة بين نحو 10 مترشحين حتى تنطلى العملية على الغرب، وكان السادات يجيد ما كان يسميه «فن الإخراج»، أى كيف يخرج على الناس بخبر أو واقعة أو حدث حتى تكون قابلة للتصديق.

الآن انتهى الموقف، ويصبح الجميع فى انتظار انتخابات 2022، انتخابات يأمل الكثيرون ألا يسبقها تعديل فى الدستور.

 

 

 نقلا عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربح «الوفدُ» وربح رئيسُه ربح «الوفدُ» وربح رئيسُه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon