توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضايا خطب الجمعة وغيرها

  مصر اليوم -

قضايا خطب الجمعة وغيرها

بقلم - عمرو هاشم ربيع

منذ فترة تقوم وزارة الأوقاف بتحديد موضوعات خطب الجمعة، فتنبه على الأئمة بموضوعاتها، وزمن إلقائها، ويقوم هؤلاء بتنفيذ التعليمات.
بالبحث فى خلفية موضوعات الخطب فى الأسابيع الماضية يلاحظ أن موضوعات خطب أبريل الماضى كانت حول السكينة والطمأنينة، والعشر الأواخر من رمضان، وليلة القدر، وصلة الرحم، وحق العمل. وفى مايو كانت الموضوعات خذوا زينتكم عند كل مسجد، وأسماء الله الحسنى، والسنن الكونية فى القرآن، وفضائل الصلاة على النبى. وفى يونيو كانت الموضوعات احترام الكبير، والحج، والعمل الصالح، والعشر الأوائل من ذى الحجة، ويوم عرفة وسنن الأضحية، والأمن فى القرآن والسنة. وفى يوليو كانت الموضوعات عناية الإسلام بالنشء، وفضائل الاستغفار، والأخذ بالأسباب فى الهجرة النبوية، وأسس بناء الدولة بين العهد النبوى والتطورات المعاصرة.
وفى أغسطس كانت الموضوعات حول الحمد فى القرآن والسنة، واسم الله الولى، واسم الله الرحيم، وقضاء حوائج الناس. وفى سبتمبر الحالى فإن موضوعات الخطب فى الجمع تباعا عن الرسول فى علاقته مع نفسه، فربه، فأهله، فأصحابه، فأمته.
وبالنظر إلى موضوعات الخطب المذكورة أنفا، يتبين أن بعضها يتسم فى بعدة أمور منها:
عدم التجديد فى موضوعات الخطب، بمعنى تكرار موضوعاتها، واعتياد الاستماع إليها.
الموضوعات البدائية للخطب حتى يظن المستمع أنها خطب تعليمية وفطرية، ويجدر بالخطيب أن يلقيها أيام الجمع فى مساجد أفريقيا جنوب الصحراء أو وسط آسيا، وغيرها من البلاد غير المتحدثة بالعربية، أو المراد تشغيف أهلها بالإسلام، والرغبة فى الدخول فيه.
اعتياد استماع الناس إلى مفردات تلك الخطب منذ الصغر، لذلك فإن المستمع يتوقع بسهولة ما سيقوله الخطيب، ناهيك عن معرفته بالآيات والأحاديث النبوية التى ترد بشأن الموضوع المعلن، لكونه سبق الاستماع إليها مرات عديدة، ناهيك عن تعاليمها المكررة المبثوثة إلى الناس.
ارتباط موضوعات الخطب أحيانا بمناسبات دينية كالعيدين، ورمضان، والحج، والهجرة، والمولد النبوى...إلخ. دون أن يقوم الخطباء بأى جهد لربط تلك المناسبات بواقعهم ومعيشتهم.
المؤكد من ذلك كله أن وزارة الأوقاف وهى تحدد موضوعات الخطب، تهدف إلى عدم شرود بعض الأئمة فى موضوعات غير مفضلة بالنسبة للأوقاف خاصة. ولعل الهدف من كل ذلك افتراضها أن عكس تلك الموضوعات سينتهى إلى تسخين الناس أو بث التحريض والغضب فى نفوسهم.
بعبارة أخرى، فإن الوزارة تبغى فى الأصل الابتعاد عن كل ما تتصور أنه مجلب للمشاكل أو السخرية من الأوضاع القائمة، فهى من أشد الوزارات محافظة، وخشية من إثارة الغير، خاصة وأنها تسيطر على آلاف المساجد، والتى يعتبر الجمعة فيها بمثابة اجتماع عام، تبالغ الوزارة فى خشيتها منه أن يتحول إلى فوضى بسبب الخطبة.
بالطبع الأجدر بالوزارة أن تعلم الخطباء أن يتطرقوا لموضوعات تهم حياة الناس، دون أن يعنى ذلك الحديث فى السياسة. هنا من المفيد مثلا الحديث عن البطالة وغش الميزان والتحرش ومعاملة الجار واحترام العهود، وتقديس حق الحياة وحق التعليم والاهتمام بالصحة العامة، واحترام قواعد السير والتعاملات الإلكترونية والتواصل الاجتماعى...إلخ. وهذه الموضوعات مهمة، وقد أتت الوزارة ببعضها كما اتضح فى العناوين السابقة كتلك المتحدثة عن العمل وقضاء الحوائج، ونعمة الأمن، وبناء الدولة بين الأصالة والمعاصرة.
فى الوقت الحالى تقوم وزارة الأوقاف بتوزيع أجهزة الآذان الموحد فى القاهرة.
وبالتأكيد الفكرة جيدة، بسبب كثرة الأصوات وتداخلها واختلاف مستوياتها ولحظات بدء وانتهاء الآذان من مؤذن إلى آخر. لكن تبدو المشكلة فى كيفية تعميم الفكرة خاصة فى المحافظات الكبيرة التى تظهر فيها فروق التوقيت ومنها القاهرة التى تختلف شرقها عن غربها.
قضية أخرى للأوقاف وهى موعد فتح المساجد للصلاة، وخلاف ذلك كله فى أشهر رمضان والاعتكاف. نفس الشىء متعلق بزمن خطبة الجمعة، والتى ترى الأوقاف ضرورة تحديده بحيث لا يمل المصلون أو يكون مدعاة لخوض الأئمة فى موضوعات فرعية غير مرغوب فيها. نفس الشىء هناك قضية الجمعيات الملحقة بالمساجد بهدف عمل الخير، والتى تتوزع تبعيتها والإشراف عليها بين الأوقاف والتضامن، وتلك الجمعيات قد تبالغ الإدارة فى التخوف منها بسبب جمع المال.
هكذا تتعدد القضايا، وهى كما هو واضح تحتاج إلى أفكار جديدة وغير تقليدية للتعامل، بحيث نحترم عقلية الناس فتعالج مشاكل مرتبطة بواقعهم لا واقع المسلمين فى فجر الإسلام، ونلتزم فى ذات الوقت بكل ما يدعو للاستقرار والأمن

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضايا خطب الجمعة وغيرها قضايا خطب الجمعة وغيرها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon