توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شح المياه

  مصر اليوم -

شح المياه

بقلم - عمرو هاشم ربيع

هل نحن مقبلون على أزمة مياه؟ كافة الدلائل والإحصاءات تقول إننا بالفعل على وشك الدخول فى أزمة جفاف كبيرة، فموارد المياه فى مصر مقصورة تقريبا على المورد الخارجى وهو مياه النيل الذى يأتى من خارج مصر، فالنيل يمد مصر بنحو 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وهى ذات الكمية التى اتفق عليها منذ منتصف القرن الماضى، ورغم تضاعف عدد السكان مرتين تقريبا ببلوغه نهاية هذا العام 105 ملايين نسمة تقريبا، فلا زالت تلك الكمية ثابتة دون تغيير.

تستهلك مصر سنويا 80.3 مليار متر مكعب تقريبا، فإضافة لمياه النيل تأتى الكمية الباقية من المياه الجوفية (2.5 مليار م3 تقريبا) ومياه الأمطار والسيول (1.3 مليار م3)، كل ما سبق يسمى موارد مباشرة ويبلغ 59.3 مليار م3 تقريبا. إضافة إلى ذلك هناك المياه الجوفية (7.2 مليار م3) وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى (13.5 مليار م3)، وتحلية مياه البحر (0.4 مليار م3).

مقارنة تلك الكميات بطبيعة الاستخدامات نجد أن 61.7 مليارم3 يستخدم فى الزراعة، 11 مليار م3 فى مياه الشرب، و5.4 مليار م3 فى الصناعة، ونحو 3 مليارات م3 تضيع فى البخر.

كل ما سبق يشير إلى أن مياه النيل تشكل نحو 94% من حجم الموارد المائية، وأن الفجوة بين تلك الموارد المباشرة والاستخدامات يقدر بنحو 21 مليارم3. وتتسع تلك الفجوة إذا عرف أن احتياجات مصر الحالية من المياه تقدر بـ114 مليار م3. حد الفقر المائى يبلغ وفقا للمؤشرات العالمية 1000 م3 للفرد فى العام، وهو المعدل الذى وصلت إليه مصر عام 1995، لكنها اليوم تجاوزته بكثير، فأصبح الآن مع الزيادة السكانية التى بلغت فى العام المذكور 63 مليون نسمة، أقل من 570 م3 اليوم، ما يجعل مصر داخل حزام الفقر المائى.

واحد من أسباب الشعور بشح المياه، إفراط المزارع فى زراعة محاصيل مائية وأهمها الأرز، وإسراف المواطن المصرى فى استهلاك مياه الشرب الذى يبلغ ضعف نظيره الأوروبى، فالمواطن يستهلك اليوم 300 لتر من المياه يوميا، وهو كم كبير للغاية. سبب آخر لشح المياه ورفع تكلفتها، تلوثها بالقمامة وغيرها من المخلفات المنزلية والصناعية والمبيدات والصرف الصحى.

أحد أهم سبل تنمية وترشيد الموارد المائية يكمن فى منع زراعة المحاصيل المستهلكة للمياه، ففدان الأرز يستهلك ما يستهلكه 4 أفدنة من القمح. التوسع فى شبكات الرى بالتنقيط، واحدة من أهم سبل الترشيد، خاصة بالنسبة لحدائق الفاكهة. أيضا من أهم سبل الترشيد منع الإسراف ومنع التسرب المائى لكافة الأغراض سواء الزراعة أو الصناعة أو الشرب. التوسع فى إعادة تدوير المياه والذى بلغ حد المرات الثلاث هو واحد أيضا من سبل الترشيد. أما تنمية المياه المائية فهو يعتمد ضمن أمور كثيرة على التوسع فى تحلية مياه البحر، بحيث لا تقتصر الاستفادة من تلك المياه على مناطق كجنوب سيناء والعالمين، وكذلك حتمية التوسع فى معالجة مياه الصرف، وكذلك الاستفادة الأكبر من مياه السيول والأمطار خاصة فى المناطق الصحراوية من خلال نشأة بحيرات صناعية وخزانات كتلك التى توجد فى سيناء ومطروح. وفى جميع الأحوال، تبقى التوعية الإعلامية واحدة من أهم سبل معرفة المواطن بمخاطر الإسراف فى استهلاك المياه.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح المياه شح المياه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon