توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وبدأ موسم التوريد

  مصر اليوم -

وبدأ موسم التوريد

بقلم - عمرو هاشم ربيع

 

منذ أيام قليلة بدأ موسم توريد القمح. موسم هذا العام يبشر بخير كثير. بنحو 3,5 مليون فدان تم زراعتها فى الموسم الزراعى 23/2024 قام المزارعون بتوريد القمح منذ أيام قليلة. سعر إردب اليوم أصبح 2000 جنيه. هذا السعر يتميز بالعدالة إلى حد كبير، صحيح أن الفلاح المصرى يستحق أكثر من ذلك بكثير، إلا أن ما يميز هذا السعر ليس فقط فى القفزة التى قفزها عن العام الماضى، حيث لم يزد السعر عن 1500 جنيه للإردب.

هذا العام زادت الأسعار بنسبة 25%، ما يقترب من معدلات التضخم التى ارتفعت خلال العام المالى الحالى والتى تجاوزت الـ35%، لكن وهذا هو الأهم، أن السعرالذى حددته الحكومة يتماشى إلى حد كبير، وربما يزيد عن الأسعار العالمية للقمح تسليم الميناء أو ظهر السفينة، والذى تراوح فى مارس الماضى ما بين 198-212 دولار للطن المترى.

لقد كانت الشكوى الدائمة خلال السنوات الماضية، هى أن مصر باستيرادها نصف ما تحتاج إليه من القمح، كانت تدعم الفلاح الروسى والفلاح الأوكرانى، لكون أسعار التوريد المحلى أقل بكثير من أسعار الاستيراد من الخارج. اليوم يبدو أن الحكومة هذا العام تشترى القمح بسعر أكبر مما تشتريه من المنتج الأجنبى.

اليوم وبعد تدخلات عديدة، ويعد المقترحات التى قدمتها لجنة الزراعة والأمن الغذائى بالحوارالوطنى، تغير النهج كلية. أصبح سعر التوريد يقارب وربما يزيد عن سعر الاستيراد.

ما من شك أن التكلفة التى يتحملها الفلاح المصرى كبيرة للغاية بدءا من شراء بذور الإكثار باهظة الثمن، وانتهاء بنفقات درس القمح لفصل البذرة عن السيقان، مرورا بتحمله نفقات الرى والسماد وارتفاع أسعار السولار المتوالية وكذلك سداد المزارعين لإيجارات الأرض الزراعية التى فاقت فى بعض المناطق 1000 جنيه للقيراط الواحد فى العام، كل ذلك ساهم فى ارتفاع الأسعار وزيادة التكاليف، ما جعل من الواجب على الحكومة أن تقدر كل ذلك وتقوم برفع سعر التوريد لتلك السلعة الاستراتيجية التى أصبح لا غنى عنها لا سيما بعد أن تبين أن البلاد لها طاقة محددة بسبب شح المياه، وبسبب وجود محاصيل شتوية ضرورية تزرع إلى جانب القمح وعلى رأسها البرسيم، ما يفضى لخصم تلك المساحة من المساحة التى يمكن أن تزرع قمحا.

فى الأعوام التالية من المهم أن تقوم الدولة بزيادة الرقعة الزراعية دون أن يفضى ذلك إلى الخصم من الرصيد المائى من نهر النيل. لدينا مشروع منخفض القطارة، وهو مشروع ما زال مثيرا للجدل، بسبب آراء العلماء المعارضين كالدكتور فاروق الباز وغيره. هناك أيضا مشروع الزارعة الكثيفة للقمح على الأمطار فى الساحل الشمالى لمصر.

بالطبع مسألة خلط القمح بدقيق الذرة واحد من الأمور التى ما زالت ممكنة للتقليل من العبء الذى تتحمله وزارة التموين لتوفير دقيق المخابز، خاصة بالنسبة للخبز المدعم.

ربما يشهد العام القادم قدرا من الاعتدال فى مسألة القمح، ومد الاعتماد على القمح الأجنبى لسد حاجة المصريين من استهلاك الدقيق. العام الماضى، تراجع وضع مصر، فبدلا من أن تكون الأولى عالميا فى استيراد القمح، وهو المركز الذى احتلته لسنوات عديدة، أصبحت مصر الثالثة عالميا بعد أن سبقتها كل من الصين وتركيا.

سياسة الاعتماد على الذات باتت فى عالم اليوم هى حجر الزاوية فى الولوج لمصاف الدول المتمدينة والمستقلة بقرارها وسيادتها، لا سيما وأن الاستعمار لم يعد كما كان فى السابق يمارس باحتلال أراضى الغير، بل باحتلال القرار الوطنى. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وبدأ موسم التوريد وبدأ موسم التوريد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon