توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حول مشروع قانون منع النقاب

  مصر اليوم -

حول مشروع قانون منع النقاب

بقلم - عمرو هاشم ربيع

منذ أيام قليلة تراجعت إحدى النائبات عن مشروع أو اقتراح بمشروع قانون يحظر النقاب فى أماكن العمل. قرار النائبة بُرر على أنه خشية من حدوث انقسام فى المجتمع. المعادون للمشروع رأوا أن هناك حالة سفور مقابلة لبعض السيدات، فهل سيطلب الدفع بمشروع قانون يواجه السفور؟.

خشية المترددين المبالغ فيها دائما ما تأتى بنتائج عكسية تضر بالمجتمع أكثر مما تفيده. فالنقاب يأتى ضمن الحرية الشخصية التى كفلها الدستور، ومن ثم لا غبار عليه، لكن تلك الحرية يتحتم ألا تضر الآخرين، وأن تراعى النظام العام.

فى 19 يناير 2016 حكمت محكمة القضاء الإدارى بمشروعية قرار رئيس جامعة القاهرة بحظر النقاب داخل الجامعة، ورأت أن حرية الفرد فى اختيار ملبسه تندرج ضمن الحرية الشخصية، إلا أن هذه الحرية ليست مطلقة، وإنما على الفرد أن يمارسها فى حدود احترام الآداب العامة. وأشارت الحيثيات إلى أن الموظف العام يجب أن يتوافر فيما يرتديه الزى اللائق بكرامة الوظيفة. وقالت إن الزى الواجب على أعضاء هيئة التدريس ارتداؤه يتحدد بالتمسك بالتقاليد الجامعية، وكذلك التزام أعضاء هيئة التدريس بتدعيم الاتصال المباشر للطلاب، بما يعنى ألا ينعزل عضو هيئة التدريس عن الطلاب ولا يحجب نفسه عنهم أثناء المحاضرات وغير ذلك من الأنشطة الجامعية. وقالت المحكمة، إنه من تقاليد الجامعة التى أرستها أجيال متعاقدة من العالمات الفضليات ممن تخصصن فى علوم الدين والفلسفة الإسلامية والتصوف وتخرج على أيديهم أجيال من الدارسين فى مصر والوطن العربى، أنه لم تحجب واحدة منهن وجهها عن طلابها بإخفائه خلف النقاب. وردت المحكمة عن الدفع بأن قرار جامعة القاهرة مخالف للشريعة الإسلامية وحرية العقيدة بأن المحكمة الدستورية انتهت فى قضائها فى أن زى المرأة يخرج عن الأمور التعبدية، وأن لولى الأمر السلطة الكاملة فى تحديد رداء المرأة، وأن تنظيم جهة الإدارة للزى لا يخالف حرية العقيدة وإنما يدخل فى دائرة التنظيم المباح. واستقر قضاء المحكمة الإدارية العليا على الحكم بمشروعية قرار جهة الإدارة بمنع طالبات الجامعات من ارتداء النقاب أثناء أداء الامتحانات. وقالت المحكمة إن وجه المرأة ليس عورة من عورات جسدها.

وهكذا يتبين أن التراجع عن مشروع القانون السابق يعد انتكاسة وعودة للوراء، واستجابة لضغوط وهمية محتملة لا أساس لها. فالنقاب هو عادة لا علاقة للعبادة به، وقد أفتى الكثير من العلماء بذلك، بل إن السُّنة المطهرة أكدت على حتمية كشف المرأة عن وجهها أثناء الطواف حول الكعبة، فهل هناك بقعة على الأرض أطهر وأنقى من تلك البقاع المقدسة، حتى تغطى المرأة وجهها!!.

ما من شك أن للمرأة المنتقبة الحق فى ارتداء ما يحلو لها، طالما لن تضر بالآخرين، سواء كان هؤلاء أفرادا أو جماعات أو مؤسسات. بعبارة أخرى، هناك حرية فى ارتداء تلك الملابس فى الأماكن العامة المفتوحة كالشوارع، ومن باب أولى الأماكن الخاصة كالبيوت وغيرها. لكن هذا الأمر لا يجب أن يطال التأثير على حريات الآخرين وأمنهم. فأولًا: كيف لها أن تعطى لذاتها الحق فى التعرف والكشف عن كل من تقابله دون أن يكون لمن تقابله الحق المقابل؟ وثانيًا: كيف لها أن تضع سترًا يمنع الناس فى التواصل معها كموظفة فى مؤسسة عامة أو حتى قائدة لسيارة ولو خاصة؟ وثالثًا: كيف للدولة وللمجتمع أن يمنع أعمال عنف وإرهاب، بل وأحيانًا سرقة مال عام أو خاص، ضد الأفراد أو المؤسسات، فى وقت كثر للمجرمين التخفى وراء النقاب لارتكاب الكثير من تلك الأعمال.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول مشروع قانون منع النقاب حول مشروع قانون منع النقاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon