توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة الأزمات بالوقاية

  مصر اليوم -

إدارة الأزمات بالوقاية

بقلم - عمرو هاشم ربيع

إدارة الأزمات بالوقاية هو أحدث وأفضل أساليب الإدارة. قديما كانت إدارة الأزمات تتم عند وقوع الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية. اليوم فإن أفضل طرق إدارة الأزمة هو عدم الوصول إلى الأزمة بداية. قد لا تكون هناك مؤشرات نجاح ملحوظة لهذا الأسلوب، لأن الأزمة لم تقع بعد حتى يدعى البعض النجاة منها. لكن الواقع يشير إلى أنه يمكن قياس نجاح هذا الأسلوب من إدارة الأزمات فى المجتمعات التى تنتشر فيها الأزمات. فمجرد عدم تواتر وقوع الأزمة فى تلك المجتمعات سيعد مؤشرا على النجاح.

ودائما ما يكون النظر إلى المجتمعات المجاورة هو درس أو إنذار مبكر لعلاج الأزمات المتوقعة بأسلوب الوقاية، ولنا هنا مثالان أحدهما داخلى والآخر خارجى بشأن تلافى الأزمات قبل وقوعها.

داخليا، من الممكن أن يستفاد من تجارب الآخرين الناجحة لتلافى أزمات الشح المتوقع لبعض الموارد الطبيعية. خذ على سبيل المثال توقع شح المياه مع زيادة عدد السكان ومضى إثيوبيا -حتى الشهر الماضى- فى بناء سد النهضة. هذا الأمر ولد شعورا ليس فقط لدى الحكومة بل للكثير من الناس بأن القادم خطير ما لم يقتصد المرء فى استهلاك المياه، لذلك بدأ التفكير العملى فى معالجة الأمر بالتوسع فى الصوبات الزراعية والرى بالتنقيط والرى بالرش وتجنب زراعة محاصيل الغمر الكثيف وحفر الآبار وتحلية مياه البحر واستغلال مياه الأمطار وإعادة معالجة مياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى...إلخ. جانب ثانٍ أو أزمة ثانية، هو استدراك الخطر القادم من الالتهاب الكبدى الوبائى، وتنبيه الناس بسرعة علاج المرضى منهم قبل استفحال هذا الوباء فى الجسم، وذلك بالكشف المجانى عليهم. وعلى العكس من كل ذلك، نجد خيبة كبيرة فى عدم تدارك أزمة انحسار السياحة بعد وقوعها منذ ثلاثة أعوام، وذلك بسبب الاعتماد على السياحة الروسية بشكل كبير دون خلق بدائل لها بشكل مسبق.

أما بالنظر إلى الخارج، فحتماً تضع الدولة -وأى دولة- نصب عينها على ما يحدث الآن من توترات فى الشارع فى أكثر من عاصمة دولية وعربية ناتجة عن غلاء المعيشة. تلك الاضطرابات ما كان لها أن تحدث لو قامت القيادات والنخب الحاكمة بدعم شرعية وجودها، عبر سياسات أكثر جماهيرية وشعبية. المشكلة أن القيادات تبدأ عهدها بالسلطة وهى فى أوج شعبيتها، ثم لا تبرح تلك الشعبية فى الانحسار تدريجيا، إما بفعل اعتياد التأييد، أو توقعه الخاطئ، أو الغرور. المؤكد أن الاستفادة من ذلك تكمن عبر البعد عن اتخاذ إجراءات فجائية، وغير تدريجية، وماسة بالغالبية العظمى من الناس. وبالطبع اتخاذ سياسات أخرى تدعم الشرعية، على رأسها محاربة الفساد أياً كان مصدره، واتخاذ خطوات لدعم تنفيس الناس عن آرائهم...إلخ.

خلاصة الأمر أن ما تحتاجه مصر فى الوقت الحاضر هو سرعة تنمية كادر فنى قادر على إدارة الأزمة بالوقاية، هذا الكادر يكون مدربا تدريبا جيدا، ولديه قدرة كبيرة على التنبؤ، وكذلك تصنيف الأزمات وتبويبها وترتيبها وفق أهميتها، وأيضا امتلاك مؤشرات للإنذار المبكر قبل وقوع الأزمة، ووضع التصورات والبدائل للوقاية من الأزمات، ناهيك عن علاجها بعد وقوعها لتلافى المزيد من آثارها السلبية، وكذلك امتلاك مهارة استثمار الوقت للوقاية من الأزمات، وأخيراً وليس آخراً، استغلال الموارد المتاحة بكفاءة لمنع وقوع الأزمات.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الأزمات بالوقاية إدارة الأزمات بالوقاية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon