توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة الأزمات بالوقاية

  مصر اليوم -

إدارة الأزمات بالوقاية

بقلم - عمرو هاشم ربيع

إدارة الأزمات بالوقاية هو أحدث وأفضل أساليب الإدارة. قديما كانت إدارة الأزمات تتم عند وقوع الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية. اليوم فإن أفضل طرق إدارة الأزمة هو عدم الوصول إلى الأزمة بداية. قد لا تكون هناك مؤشرات نجاح ملحوظة لهذا الأسلوب، لأن الأزمة لم تقع بعد حتى يدعى البعض النجاة منها. لكن الواقع يشير إلى أنه يمكن قياس نجاح هذا الأسلوب من إدارة الأزمات فى المجتمعات التى تنتشر فيها الأزمات. فمجرد عدم تواتر وقوع الأزمة فى تلك المجتمعات سيعد مؤشرا على النجاح.

ودائما ما يكون النظر إلى المجتمعات المجاورة هو درس أو إنذار مبكر لعلاج الأزمات المتوقعة بأسلوب الوقاية، ولنا هنا مثالان أحدهما داخلى والآخر خارجى بشأن تلافى الأزمات قبل وقوعها.

داخليا، من الممكن أن يستفاد من تجارب الآخرين الناجحة لتلافى أزمات الشح المتوقع لبعض الموارد الطبيعية. خذ على سبيل المثال توقع شح المياه مع زيادة عدد السكان ومضى إثيوبيا -حتى الشهر الماضى- فى بناء سد النهضة. هذا الأمر ولد شعورا ليس فقط لدى الحكومة بل للكثير من الناس بأن القادم خطير ما لم يقتصد المرء فى استهلاك المياه، لذلك بدأ التفكير العملى فى معالجة الأمر بالتوسع فى الصوبات الزراعية والرى بالتنقيط والرى بالرش وتجنب زراعة محاصيل الغمر الكثيف وحفر الآبار وتحلية مياه البحر واستغلال مياه الأمطار وإعادة معالجة مياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى...إلخ. جانب ثانٍ أو أزمة ثانية، هو استدراك الخطر القادم من الالتهاب الكبدى الوبائى، وتنبيه الناس بسرعة علاج المرضى منهم قبل استفحال هذا الوباء فى الجسم، وذلك بالكشف المجانى عليهم. وعلى العكس من كل ذلك، نجد خيبة كبيرة فى عدم تدارك أزمة انحسار السياحة بعد وقوعها منذ ثلاثة أعوام، وذلك بسبب الاعتماد على السياحة الروسية بشكل كبير دون خلق بدائل لها بشكل مسبق.

أما بالنظر إلى الخارج، فحتماً تضع الدولة -وأى دولة- نصب عينها على ما يحدث الآن من توترات فى الشارع فى أكثر من عاصمة دولية وعربية ناتجة عن غلاء المعيشة. تلك الاضطرابات ما كان لها أن تحدث لو قامت القيادات والنخب الحاكمة بدعم شرعية وجودها، عبر سياسات أكثر جماهيرية وشعبية. المشكلة أن القيادات تبدأ عهدها بالسلطة وهى فى أوج شعبيتها، ثم لا تبرح تلك الشعبية فى الانحسار تدريجيا، إما بفعل اعتياد التأييد، أو توقعه الخاطئ، أو الغرور. المؤكد أن الاستفادة من ذلك تكمن عبر البعد عن اتخاذ إجراءات فجائية، وغير تدريجية، وماسة بالغالبية العظمى من الناس. وبالطبع اتخاذ سياسات أخرى تدعم الشرعية، على رأسها محاربة الفساد أياً كان مصدره، واتخاذ خطوات لدعم تنفيس الناس عن آرائهم...إلخ.

خلاصة الأمر أن ما تحتاجه مصر فى الوقت الحاضر هو سرعة تنمية كادر فنى قادر على إدارة الأزمة بالوقاية، هذا الكادر يكون مدربا تدريبا جيدا، ولديه قدرة كبيرة على التنبؤ، وكذلك تصنيف الأزمات وتبويبها وترتيبها وفق أهميتها، وأيضا امتلاك مؤشرات للإنذار المبكر قبل وقوع الأزمة، ووضع التصورات والبدائل للوقاية من الأزمات، ناهيك عن علاجها بعد وقوعها لتلافى المزيد من آثارها السلبية، وكذلك امتلاك مهارة استثمار الوقت للوقاية من الأزمات، وأخيراً وليس آخراً، استغلال الموارد المتاحة بكفاءة لمنع وقوع الأزمات.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الأزمات بالوقاية إدارة الأزمات بالوقاية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon