بقلم - وفاء بكري
بعد 3 أسابيع من مشاهدة التليفزيون خلال شهر رمضان الكريم، لم يخالف أى رئيس قناة تليفزيونية توقعاتى عن خريطة القناة المسؤول عنها، باستثناء رئيسين لقناتين أحدهما لا تحتاج القناة المسؤول عنها إلى ميزانية لوضع خريطة مختلفة لشاشتها، والثانى قد ينطبق عليه المثل الشعبى المعروف «بيغزل برجل حمار»، ولأن صاحب القناة «شاطر» فهو «ناجح» إلى حد كبير، بل يكاد يكون الناجح الأوحد، فبالرغم من أن شهر رمضان كان ينتظره الإعلاميون قبل المشاهدين، قبل سنوات عديدة، ليكون أول خطوة نجاح فى مشوار حياتهم، فإن الوضع اختلف تمامًا عن هذه السنوات.
لا أحد يستطيع أن ينسى الرائع طارق حبيب وبرامجه ذات الأفكار المختلفة، ورسام الكاريكاتير المميز «رمسيس»، وبرنامجه الأشهر «يا تليفزيون يا»، فقد كان يُعتبر من «ظرفاء» الإعلام حقًّا، بجانب طارق علام وجمال الشاعر وحتى مدحت شلبى، الذى يُعد شهر رمضان هو «فاتحة الخير» عليه، إلا أن مثل هؤلاء الإعلاميين اختفوا فى ظروف «شبه معروفة»، فلقد بات مسؤولو القنوات التليفزيونية «يستسهلون» وضع خريطتهم للشهر الكريم، ونسوا أو تناسوا اتجاهات الجمهور و«شمولية» القنوات لجذب المشاهدين باختلاف أفكارهم وفئاتهم وأعمارهم، وبعد أن كان رمضان صانع «نجوم الإعلام»، أصبح صانع المسلسلات والإعلانات، فالجميع يعتمد على إذاعة الدراما المنتجة، وهى كالعادة زائدة عن حد الاستيعاب «العقلى» و«الوقتى»، والغريب أن المسلسل الواحد يُذاع على أكثر من قناة، وغابت كلمة «حصرى» عنها، إلا النذر القليل منها، وفقًا لرؤية منتجها، كما حدث مع مسلسل الفنانة الجميلة يسرا، حتى حقنا فى أن نعرف القناة التى تذيع مسلسلًا بعينه رفض مسؤولو القنوات إعطاءنا إياه، فندور بالريموت على المسلسل حتى يقف عند المحطة التى تذيعه، ولا نهتم باسمها حتى «نأخذ غرضنا»، لا أعرف أين برامج الأطفال والفوازير والبرامج الحوارية أو الكوميدية الخفيفة والدينية، التى تتناسب وطبيعة الشهر الكريم، وهنا أعود إلى رئيسى القناتين اللذين خرجا من اللهث وراء السلسلة التى لا تنقطع بالدراما والإعلانات.
الأولى تُعد الشاشة الأجمل منذ أكثر من 6 سنوات، وهى «ماسبيرو زمان»، التى تبدع فى اختيار خريطتها بشكل منوع وكأنها «تُحسِّرنا» على أيام «الإعلام الجميل»، أما الشاشة الثانية التى كتبت عنها كثيرًا، والحمد لله ليست لى علاقة شخصية بصاحبها المختلف طارق نور، فهى الشاشة الوحيدة التى اختارت مسلك الإعلام الحقيقى بالخريطة المنوعة، فتذيع البرامج الحوارية، لتصبح «ترند» مؤشر البحث يوميًّا، والبرامج الخفيفة الهادفة كالبرنامج المحترم «العباقرة عائلات»، واكتفت بإذاعة مسلسل واحد، فما المانع إذن من
«توزيع» المسلسلات على أيام العام، خاصة أننا نعيش فى «دراما شبه دائمة» فى حياتنا، مع عودة الشاشات المنوعة فى رمضان حتى لا تكون «شاشات جرداء» نبحث فيها عن «سراب الإعلام المأمول».