بقلم - وفاء بكري
«إزاى أستهلك جزء من باقة النت وأنا بأصلّح الراوتر فى الشركة؟!».. سؤال باغتنى به ابنى الكبير «يوسف»، الذى يستعد لامتحانات الثانوية العامة بعد أسبوعين، ومعه ابنى الروحى «عبدالله»، وذلك عندما استفسرت منه عن كيفية قرب انتهاء باقة الإنترنت قبل مرور نصف المدة، وكانت المفاجأة أنه كان هناك استهلاك نحو 10% من الباقة خلال ساعات قليلة كان «يوسف» وقتها متواجدًا فى أحد فروع شركة الاتصالات لإصلاح الراوتر، الذى لا يعمل بكفاءة قبل بدء الباقة الشهرية الجديدة، ويفصل أكثر مما يعمل، هذا بخلاف بطء السرعة، وكأنك تقتنى «سلحفاة» تعيش داخل الأسلاك الناقلة، بالرغم من أننى مشتركة فى «باقة محترمة»، كما أكد لى أحد موظفى الشركة مع بدء الاشتراك فيها، وحتى الآن لا أعرف كيف استهلكنا تلك الباقة فى أقل من 15 يومًا!.
بالطبع لم يكن هذا هو الموقف الأول من نوعه مع إنترنت الشركة، فلقد سبقته مواقف أخرى، مرّرتها مرور الكرام لأن فى بلدنا «الزبون ليس على حق»، فمهما تحدثنا مع خدمة العملاء فى أى شركة، ومهما تقدمنا بشكاوى «تدين خدماتهم»، نصل فى النهاية إلى «إدانتنا» نحن بكل بساطة، وكأننا لا نُجيد استخدام خدماتهم، فالأفضل هو «تكبير دماغنا» وإراحته من «عقاب» الانتظار عند التواصل مع خدمة العملاء، ومع ضيقى مما يحدث معنا فى خدمة الإنترنت، خاصة فى وقت عصيب انتظارًا للامتحانات المصيرية لأبنائنا، أطلقت شركة الاتصالات «خبرًا» قد يبدو ظاهريًّا «سارًّا»، ولكن فى الحقيقة أعتبره «مُخجلًا»، حيث قالت الشركة نصًّا: «واصلت وحدات أعمال التجزئة تحقيق النمو بنسبة بلغت 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وذلك بفضل زيادة إيرادات خدمات البيانات المدعومة بنمو قاعدة العملاء عبر الخدمات المختلفة وارتفاع متوسط الإيرادات عن كل عميل»، مع تأكيدها تحقيق إيرادات 9.4 مليار جنيه، ولكن صافى الربح بعد الضرائب بلغ 1.4 مليار جنيه، مسجلًا انخفاضًا قدره 36% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى نتيجة لبعض العناصر غير التشغيلية. هل ترى الشركة أن هذه «الأرباح» تليق بعدد المشتركين لديها، الذى يصل إلى 10 ملايين مشترك وفقًا لبياناتها؟ ولماذا لم تعلن عن عدد العملاء الذين قرروا «هجرة» خدمات الإنترنت لديها، واللجوء لشركات أخرى منافسة لها، وإن كنت أرى أن خدمة الإنترنت فى مصر عمومًا هى أشبه بعودة نقل الرسائل بـ«الحمام الزاجل» التى كانت تتم قديمًا، أو إرسال خطاب من محافظة إلى أخرى، والذى كان يستغرق أسابيع.
الحقيقة أن الاستثمار لدينا فى البنية التحتية لخدمة البيانات غير كافٍ نهائيًّا، ويحتاج إلى المضاعفة، هذا بخلاف أن الخدمة المقدمة لنا فى المنازل «لا تطبق العدل»، فهل مثل هذه الباقات وأسعارها معمول بها على مستوى العالم؟.