توقيت القاهرة المحلي 10:33:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شقق الحكومة.. «ممنوع الاقتراب أو التأجير»

  مصر اليوم -

شقق الحكومة «ممنوع الاقتراب أو التأجير»

بقلم : وفاء بكري

قبل أيام، تلقيت اتصالًا تليفونيًا من زميل يسكن فى شقة مؤجرة بإحدى المدن الجديدة، التى تبعد عن مقر عمله عشرات الكيلومترات، يدفع قيمة إيجار ما يزيد قليلًا عن ربع دخله شهريًا، يستشيرنى فى نقل محل إقامته إلى شقة جديدة فى مشروع «الإسكان الاجتماعى»، عن طريق التأجير أيضًا، ولكن من صديق له سيجامله فى قيمة الإيجار. زميلى اختار السكن فى هذه المدينة الجديدة «البعيدة» عن عمله اقتنًاعا منه بأن «المستقبل هناك»، وهو يريد لأبنائه حياة أفضل، ويريد لنفسه أبسط الأمور فى إنهاء الأوراق الحكومية بشكل أسرع، وشوارع منظمة، وبالرغم من اصطدامه بأنه لم يجد ما يحلم به حتى الآن، فإنه لايزال متمسكًا بـ«حلمه». اختار زميلى أن ينتقل من «شقته المؤجرة» بالقرب من الخدمات والمواصلات إلى أخرى بالمدينة نفسها لتوفير «بعض النقود» لأسرته فى هذا «الزمن العصيب»، ولكنه اصطدم مرة أخرى بـ«التهديدات المتتالية» من قِبَل أجهزة المدن لأى فرد يفكر فى تأجير وحدته بمشروع الإسكان الاجتماعى، فالقانون يرفض هذا فى «مشروعات الدولة»، ويعتبره «جريمة» يعاقب عليها «المواطن» بسحب وحدته، التى «ذاق الأَمَرَّيْن» حتى تم تخصيصها له، فهو ذلك «المواطن» الذى «لف كعب داير» بين صندوق الإسكان الاجتماعى والبنوك لمدة قد تصل إلى سنتين أو ثلاث، بخلاف انتظاره بالساعات على «الخط الساخن» لتعديل «اسم» أو تحديث بيانات. القانون رفض «التأجير» لأنه يُعد استخدامًا فى غير الغرض الأساسى للوحدة، وهو «السكن الخاص»، بل اعتبره جريمة تستحق «الضبطية القضائية»، فى منتصف الليل، نعم..

هكذا أعلن عدد من مسؤولى هيئة المجتمعات العمرانية أن ممثلين لأجهزة المدن وشرطة التعمير لديهم هذه السلطة لتفحُّص الوحدات فى أوقات مختلفة تصل إلى منتصف الليل أحيانًا للتأكد من هوية شاغليها. حاولت بشتى الطرق تفهُّم هذا الأمر، لم أستطع ولم أسْتَسِغْه، فمادام المواطن من «محدودى الدخل» ولم يستطع السكن فى المشروعات المتميزة التى تطرحها الدولة، فلابد أن يُجبر على العيش فى المشروع حتى ولو كان عمله بعيدًا، ويستطيع إفادة غيره مؤقتًا، وغيره لا يستطيع حتى دفع أقساط وحدة مماثلة، فى الوقت الذى نعلم فيه أن هناك نسبة كبيرة ممن وقع عليهم الاختيار للحصول على وحدات فى «دار مصر» مثلًا باعوا «إيصالات التخصيص» فيما يُعرف بـ«الأوفر» بقيمة وصلت إلى نصف مليون جنيه، أى تربُّح واضح، لكنها تواجه «محدودى الدخل» بـ«الضبطية القضائية» فى منتصف الليل. مشروع الإسكان الاجتماعى يحتاج إلى بعض المرونة لـ«إشغاله»، فاتركوا «محدودى الدخل» يدعمون بعضهم، فليس من المعقول أن يكون شعار المشروع «ممنوع الاقتراب أو التأجير».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شقق الحكومة «ممنوع الاقتراب أو التأجير» شقق الحكومة «ممنوع الاقتراب أو التأجير»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon