بقلم : وفاء بكري
شاب يتجول بملابس داخلية بغرض الشهرة.. وآخر يدعى إصابته بالسرطان للحصول على تبرعات.. ومراهقون لا يعرفون سوى «اللعب» ولا تفارق أصابعهم ولا أعينهم موبايلاتهم، أخبار ومواقف نواجهها كل ساعة تقريبا، لم تعد مثل هذه الأخبار من نوعية الخروج عن الأخلاق والعادات والتقاليد، تصيبنى بالغضب مثلما كنت قبل عام أو أكثر، ولكن باتت هذه الأخبار تثير خوفى وحزنى، البعض يرى أن «شبابنا اتجنن» ولكنى أراه «اتغرب»، الاتجاه للتقليد والموضة، كان وسيظل أحد اتجاهات «التمرد» للشباب، على عادات أهاليهم أو بلدهم بشكل عام، ينجذبون لمشاهير بعينهم، وغالبا تكون لصالح نجوم الفن والرياضة، لم يعد «التقليد» هو توجه بعض شبابنا الآن، ولكن «هوس الشهرة» والربح السريع أصاب النسبة الغالبة منهم، ما الذى يجعل شابا «يبشر على نفسه» بالمرض اللعين، بل ويعاونه أهله، هل هو «الفقر» أم «الجهل»؟ ما الذى يجعل شاب يتجول بملابس داخلية، وينشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى و«تيك توك»، فى محافظة لم يعان أهلها من «البطالة»، ولم تعرف كلمة «الفقر» طريقا إليها، بل ولم تعرف «الجهل» أو العادات الصارمة فى بعض المحافظات، التى لم تعد بمنأى عن هذه الأخبار أيضا، ما الذى يجعل مراهقا يلاصق تليفونه لا يفارقه بهدف «ربح دولارات من لعبة»،
هناك خلل ما أصاب شبابنا «فى مقتل»، فلم يعد أمامهم «النموذج» والقدوة، ولا يشاهدون «أنفسهم» فى «الدراما» و«السينما» أو حتى فى البرامج، يشاهدون شخصيات مشوهة، ونجوما يحتفى بهم يستخدمون الآيات القرآنية فى غير موضعها، ورياضيا صنع نفسه حتى أصبح بطلا عالميا يتم اغتياله بسهولة، لأنه طلب «حقا مشروعا»، أكاديميات كرة قدم، والتى كانت لعبة «الغلابة»، لم تعد تقبل سوى «أصحاب الفلوس»، وعلى الموهوبين «الفرجة» مع أنها «مش ببلاش برضه»، من كان «يذم» بالأمس أصبح نجما اليوم، ومن يتحدث بكلام مغلوط وأشبه بطريقة «اللمبى» بات من الأشهر على الإطلاق، دخل شبابنا نفقا مظلما وباتوا «متطلعين» للشهرة والفلوس، ولا يعنيهم العلم إلا قليلا، وكأن «العلم لا يكيل بالبتنجان» مثلما قالها عادل إمام فى «مدرسة المشاغبين»، سمعت أحدهم يتمنى أن يكون «صاحب قناة على اليوتيوب»، سألته ما محتواها؟، فقال بجدية شديدة: «أى هبل ويجيب فلوس»، لست مع المجانية فى كل شىء، كما أننى لست مع الانفتاح لكل شىء، والحصول على مقابل قد يزيد كثيرا عن القيمة الحقيقية لأى خدمة أو منتج، الكثير من شبابنا «اتغرب» وقد يكون على حافة «الجنون»، البعض منهم يحتاج إلى علاج نفسى، ولكن بالتأكيد جميعهم فى احتياج إلى فتح بعض النوافذ «مجانا» وخروج «نجوم» من بينهم.