توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المكالمة الوحيدة» مع «وحيد حامد»

  مصر اليوم -

«المكالمة الوحيدة» مع «وحيد حامد»

بقلم : وفاء بكري

فى شهر يوليو الماضى، كتبت عن المبدع الحقيقى، الأستاذ وحيد حامد، الذى فقدته مصر كلها أمس الأول، بالرغم من عدم معرفتى الشخصية به، حيث لم ألتقِ به يومًا ما، ولكنى نشأت على أفلامه ومسلسلاته الرائعة، تأثرت بها، وشكّلت وجدانى. عرفت الكثير عن «شخص» الأستاذ، من أحد المُقرَّبين منه، فعشقته أكثر. ما أجمل أن يتسق الكاتب فيما يبدعه مع مبادئه وسماته، هكذا كان الأستاذ. كتبت عن وحيد حامد، الذى شعرت بأنه «صديقى على الورق»، الأستاذ الذى لم يتغير أو يتلوّن أو يتخل عن مبادئه يومًا ما فى أصعب الأيام، والذى خاض معاركه ضد الإخوان ولم يَحِدْ عن رأيه فيهم، حتى عندما بلغوا رأس السلطة، قالها صريحة: (إخوان اليوم هم إخوان أمس هم إخوان الغد)، وصفته بأنه واحد من أهم «ثائرى الحق» فى تاريخ مصر، وفى صباح يوم الاثنين 6 يوليو الماضى، كنت على موعد مع «صوت الأستاذ»، أسمعه لأول مرة تليفونيًا.

ولحسن حظى أننى تشرفت باتصاله على «تليفونى الصغير»، الذى اخترت إبعاده عن «النت» وبرنامج «التروكولر»، الذى قضى على «عنصر المفاجأة» فى معرفة شخصية المتحدث حال عدم حفظ رقمه، جاء صوته ضعيفًا منهكًا، ولكنه ودود رقيق: «أستاذة وفاء.. صباح الخير».. أجبته: «صباح النور يا افندم.. مين؟».. أجاب بذوق شديد: «أنا وحيد حامد»، وأقسم أننى فرحت فرحة الأطفال وشعرت بأن الزمن توقف بى، لأجيبه: «أهلًا وسهلًا أستاذنا العظيم»، ليكمل: «متشكر قوى على كلامك النهارده، كتّر خيرك»، لأقول بسرعة: «إحنا اللى متشكرين على كل كلمة حضرتك كتبتها وأثرت فينا»، توقعت أن صديقة مشتركة بيننا هى التى أعطته رقمى وطلبت منه أن يهاتفنى، ولكنى فوجئت بأنه حصل على تليفونى من الجريدة، وهو ما أسعدنى أكثر، لتفاجئنى صديقتى بأنه أكد لها أن سعادته الكبيرة بكلماتى لأننى لا أعرفه شخصيًا. مات الأستاذ الذى اختتم حياته بجملة «أنا حبيت أيامى»، مات الأستاذ الذى استوحى بعض قصص أفلامه من الصحف ومواقف شوارعنا.

مات الأستاذ الذى قال إن إغلاق صحيفة أو قناة تليفزيونية يُحزنه، مات الأستاذ الذى أكد أننا فى احتياج إلى الوعى وهذا لن يأتى إلا بإعلام حقيقى، مات الأستاذ الذى طالب بأن «كل واحد يشتغل شغلانته»، مات الأستاذ الذى حذر من تملُّك الإحباط من الناس، تُرى هل مات الأستاذ بعدما فقد متعته فى «الصحف الموحدة» الآن، ولم تعد هناك مواقف إنسانية فى الشوارع تُخرج إبداعاته، فتملَّك منه الإحباط، واكتفى بـ«حب أيامه»؟ أسئلة هو الذى يعرف إجابتها، ولكن ما نعرفه الآن أننا فقدنا «ضمير» الفن والإبداع والإنسانية، فى زمن استُبعد فيه المبدعون الحقيقيون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المكالمة الوحيدة» مع «وحيد حامد» «المكالمة الوحيدة» مع «وحيد حامد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon