توقيت القاهرة المحلي 18:53:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى أمنا «الست سعاد»: أبوحنيفة قال ماتنقضش

  مصر اليوم -

إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش

بقلم : وفاء بكري

فى أحد أهم أفلام السينما المصرية «مراتى مدير عام»، كان أشهر «إيفيه» هو المتداول بين «وكيل» المصلحة الحكومية «المتدين» المقتنع طوال الفيلم برأى الإمام «ابن حنبل» بأن لمسه لأى امرأة «ينقض وضوءه»، وبين الساعى الخاص بمكتبه، الذى يحاول إقناعه برأى الإمام «أبوحنيفة» المخالف تماما، حتى يتبدل الإيفيه بينهما نهاية الفيلم عندما يقتنع «الوكيل الرجعى» الذى كان يستخدم «القبقاب» فى الوضوء- فى إشارة لرجعية فكره- بأن المرأة ليست مجرد «جسد»، وإنما «فكر وعمل»، فيحيى مديرته «النشيطة» بحرارة شديدة بالمصافحة بكلتا يديه وهو يمسك «بمسبحته» التى لم تفارقه، فيرمى «القبقاب» الذى أتى به الساعى، ويقول له: «مالوش لازمة، أبوحنيفة قال ماتنقضش»، وبالرغم من أن الفيلم تم إنتاجه فى الستينيات من القرن الماضى، إلا أن هناك من يزال «فكره قباقيبى» ولا ينظر للمرأة سوى نظرات الدونية والإثارة، وتحميلها أسباب أى أزمة، وهو ما أكدته عدة حوادث خلال الأيام الماضية، ولن أحكم بأن جميع السيدات «بريئات»، فلن أكون «منصفة»، ولكن «رمى الحصى» لرجمهن يأتى أسرع دائما قبل أن نسمع كلمة دفاع واحدة منهن، الحادث الأول والذى اعترض فيه البعض على حكم المحكمة ببراءة المتهمين بهتك عرض «السيدة سعاد» فى المنيا، وهى السيدة الصعيدية «المسيحية» التى قاربت على السبعين من عمرها، والذى لا يعرفه الكثيرون أن الحكم جاء بناء على شهادة السيدة سعاد نفسها، بأن المتهمين ليسوا هم من تعدوا عليها، وهنا فحكم القاضى لا تشوبه شائبة، وحسنًا فعل النائب العام بالطعن على الحكم، لحين الوصول لأدلة جديدة، ولكن الأهم الذى لم يفكر فيه أحد هو ما تعرضت له تلك السيدة من وجع وأسى من عائلتها أولا قبل من انتهك عرضها، فقد تركها «رجالة» البيت، «فريسة» لـ«رجالة» آخرين من عائلة مسلمة، لم يجدوا غيرها فى المنزل ليردوا ما حدث لـ«انتهاك عرضهم» أيضا، «رجالة الأسرتين» كلاهما استباحا «المرأة» أيًا كان عمرها، وبالمناسبة لم يستر جسد السيدة سعاد «النحيل» وهى تجرى فى شوارع «قريتها البسيطة» عارية سوى «امرأة» أخرى «مسلمة»، والتى لم تفكر سوى فى إنقاذ «امرأة مثلها» فقط بعيدا عن الديانة، إذن لم تشعر أى جهة بـ«الألم النفسى» الذى تملك بالسيدات الثلاث، فهن مجرد «ستات».

القضية الثانية لفتاة ميت غمر التى استباح عدد من «رجالة القرية» لمس جسدها لمجرد أنها اختارت أن تسير بملابس «مودرن» لم يعتادوا عليها فى شوارعهم، والأزمة هنا هو اتحاد أهالى القرية ضد الفتاة- بمن فيهم أهلها- واعتبارها هى «اللى غلطانة»، هذه العقول «القباقيبى» لا تزال تنظر للمرأة بمنظور «ابن حنبل»، بالرغم من أننا نتزوج بمذهب «أبوحنيفة»، ما هذا التناقض؟، والحديث يطول بنا، ولكن رسالتى لأمنا جميعا الست سعاد «المسيحية» وسيدات «مصر»: أبوحنيفة قال ماتنقضش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية
  مصر اليوم - نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon