توقيت القاهرة المحلي 10:50:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى أمنا «الست سعاد»: أبوحنيفة قال ماتنقضش

  مصر اليوم -

إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش

بقلم : وفاء بكري

فى أحد أهم أفلام السينما المصرية «مراتى مدير عام»، كان أشهر «إيفيه» هو المتداول بين «وكيل» المصلحة الحكومية «المتدين» المقتنع طوال الفيلم برأى الإمام «ابن حنبل» بأن لمسه لأى امرأة «ينقض وضوءه»، وبين الساعى الخاص بمكتبه، الذى يحاول إقناعه برأى الإمام «أبوحنيفة» المخالف تماما، حتى يتبدل الإيفيه بينهما نهاية الفيلم عندما يقتنع «الوكيل الرجعى» الذى كان يستخدم «القبقاب» فى الوضوء- فى إشارة لرجعية فكره- بأن المرأة ليست مجرد «جسد»، وإنما «فكر وعمل»، فيحيى مديرته «النشيطة» بحرارة شديدة بالمصافحة بكلتا يديه وهو يمسك «بمسبحته» التى لم تفارقه، فيرمى «القبقاب» الذى أتى به الساعى، ويقول له: «مالوش لازمة، أبوحنيفة قال ماتنقضش»، وبالرغم من أن الفيلم تم إنتاجه فى الستينيات من القرن الماضى، إلا أن هناك من يزال «فكره قباقيبى» ولا ينظر للمرأة سوى نظرات الدونية والإثارة، وتحميلها أسباب أى أزمة، وهو ما أكدته عدة حوادث خلال الأيام الماضية، ولن أحكم بأن جميع السيدات «بريئات»، فلن أكون «منصفة»، ولكن «رمى الحصى» لرجمهن يأتى أسرع دائما قبل أن نسمع كلمة دفاع واحدة منهن، الحادث الأول والذى اعترض فيه البعض على حكم المحكمة ببراءة المتهمين بهتك عرض «السيدة سعاد» فى المنيا، وهى السيدة الصعيدية «المسيحية» التى قاربت على السبعين من عمرها، والذى لا يعرفه الكثيرون أن الحكم جاء بناء على شهادة السيدة سعاد نفسها، بأن المتهمين ليسوا هم من تعدوا عليها، وهنا فحكم القاضى لا تشوبه شائبة، وحسنًا فعل النائب العام بالطعن على الحكم، لحين الوصول لأدلة جديدة، ولكن الأهم الذى لم يفكر فيه أحد هو ما تعرضت له تلك السيدة من وجع وأسى من عائلتها أولا قبل من انتهك عرضها، فقد تركها «رجالة» البيت، «فريسة» لـ«رجالة» آخرين من عائلة مسلمة، لم يجدوا غيرها فى المنزل ليردوا ما حدث لـ«انتهاك عرضهم» أيضا، «رجالة الأسرتين» كلاهما استباحا «المرأة» أيًا كان عمرها، وبالمناسبة لم يستر جسد السيدة سعاد «النحيل» وهى تجرى فى شوارع «قريتها البسيطة» عارية سوى «امرأة» أخرى «مسلمة»، والتى لم تفكر سوى فى إنقاذ «امرأة مثلها» فقط بعيدا عن الديانة، إذن لم تشعر أى جهة بـ«الألم النفسى» الذى تملك بالسيدات الثلاث، فهن مجرد «ستات».

القضية الثانية لفتاة ميت غمر التى استباح عدد من «رجالة القرية» لمس جسدها لمجرد أنها اختارت أن تسير بملابس «مودرن» لم يعتادوا عليها فى شوارعهم، والأزمة هنا هو اتحاد أهالى القرية ضد الفتاة- بمن فيهم أهلها- واعتبارها هى «اللى غلطانة»، هذه العقول «القباقيبى» لا تزال تنظر للمرأة بمنظور «ابن حنبل»، بالرغم من أننا نتزوج بمذهب «أبوحنيفة»، ما هذا التناقض؟، والحديث يطول بنا، ولكن رسالتى لأمنا جميعا الست سعاد «المسيحية» وسيدات «مصر»: أبوحنيفة قال ماتنقضش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش إلى أمنا «الست سعاد» أبوحنيفة قال ماتنقضش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon