بقلم : وفاء بكري
«مقاطعة كل ما هو تركى».. رصاصة قوية أطلقها رئيس غرفة التجارة السعودية، اعتبرها البعض دعوة «شبه رسمية» من المملكة، بعدما قال رئيس الغرفة إن هذه المقاطعة تأتى ردًا على العداء من الحكومة التركية تجاه بلده ومواطنيها، فى الوقت نفسه أعلنت المتاجر السعودية الكبرى مقاطعتها للمنتجات التركية، لتتحول إلى «مقاطعة شعبية»، وجاءت مقاطعة الأجبان التركية مثلا لصالح الأجبان المصرية، وهو ما جعلنى أتعجب لماذا لم نشارك فى حملة موازية مع السعودية، لمقاطعة المنتجات التركية؟، فمعنى أن تختار المتاجر الكبرى فى المملكة الأجبان المصرية لتحل محل «التركية» بالتأكيد ليس من قبيل الصدفة أو «المجاملة»، فلن تجازف هذه المتاجر التى فتحت معظمها داخل مصر منذ سنوات قليلة، بعرض منتجات أقل جودة، وهو ما جعلنى أتذكر رحلة عمل قصيرة لى فى إحدى الدول العربية منذ عدة سنوات، واستضافتنا فى الفندق «7 نجوم»، وقتها تناولت «مربى» شهية للغاية، ولأول مرة لم أمارس عادتى قبل تناول أى طعام خارج بيتى، بمعرفة المنشأ الأصلى لهذا الطعام أو الشركة المنتجة، وبعد أن أنهيت تناولى لـ«المربى»، فوجئت بأنها «صنع فى مصر»، وكنت سعيدة بهذه الجودة خارج بلدى، ولكن يبدو أننا نطبق مقولة: «زمار الحى لا يطرب»، فنحن لدينا «شبه احتقار» لمنتجاتنا الوطنية، من قبل البعض، ولو علموا أن المنتج الذى أمامهم «صنع فى مصر» يترددون ألف مرة قبل شرائه، ولا يزال تسيطر عليهم «عقدة الخواجة» حتى ولو كان هذا الخواجة ضد بلدهم، ولكن فى الوقت نفسه مازلت ألوم على حكومتنا فشلها فى تسويق منتجاتنا الوطنية، ففى سلسلة متاجر تركية حديثة العهد فى السوق المصرية، نرى الأسعار وقد انخفضت كثيرا عن متاجرنا المصرية، بل وتقوم بعرض منتجات تحمل «البراند» الخاص بها، بجانب التحالف مع بعض المصانع والمتاجر المعروفة بـ«عروض مخفضة» لأجهزة إلكترونية، ومنتجات تستخدمها البيوت يوميا، فى منافسة واضحة للمنتجات المصرية، ويأتى هذا بالتزامن مع حملة «اشترى المصرى» التى لم تؤت ثمارها حتى الآن، حتى ولو كانت أرقام البيع مرتفعة، فوفقا للكثيرين فإن جودة المعروضات فى الحملة أقل كثيرا من مثيلاتها المستوردة، فلماذا نختار المنتجات التى «نخسر الرهان» عليها دائما، ولماذا نغرق سوقنا المصرية بالمنتجات التركية بهذا الشكل؟ لقد طرحت فكرة المقاطعة من قبل، ومنذ أيام كنت أتناقش مع إحدى صديقاتى عن المقاطعة مجددا، لتفاجئنى بقولها: «هانقاطع الأكل ولا الهدوم ولا أدوات المطبخ ولا الأجهزة الكهربائية؟»، ووجدت كلامها منطقيا، كل حاجة فى حياتنا أصبحت «تركى يا لوسى»، ليس أمامنا خيار آخر سوى فتح المصانع المغلقة وعودة التصنيع الحقيقى، ووقتها نستطيع اتخاذ موقف مشابه للسعودية