توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تركي يا لوسي»

  مصر اليوم -

«تركي يا لوسي»

بقلم : وفاء بكري

«مقاطعة كل ما هو تركى».. رصاصة قوية أطلقها رئيس غرفة التجارة السعودية، اعتبرها البعض دعوة «شبه رسمية» من المملكة، بعدما قال رئيس الغرفة إن هذه المقاطعة تأتى ردًا على العداء من الحكومة التركية تجاه بلده ومواطنيها، فى الوقت نفسه أعلنت المتاجر السعودية الكبرى مقاطعتها للمنتجات التركية، لتتحول إلى «مقاطعة شعبية»، وجاءت مقاطعة الأجبان التركية مثلا لصالح الأجبان المصرية، وهو ما جعلنى أتعجب لماذا لم نشارك فى حملة موازية مع السعودية، لمقاطعة المنتجات التركية؟، فمعنى أن تختار المتاجر الكبرى فى المملكة الأجبان المصرية لتحل محل «التركية» بالتأكيد ليس من قبيل الصدفة أو «المجاملة»، فلن تجازف هذه المتاجر التى فتحت معظمها داخل مصر منذ سنوات قليلة، بعرض منتجات أقل جودة، وهو ما جعلنى أتذكر رحلة عمل قصيرة لى فى إحدى الدول العربية منذ عدة سنوات، واستضافتنا فى الفندق «7 نجوم»، وقتها تناولت «مربى» شهية للغاية، ولأول مرة لم أمارس عادتى قبل تناول أى طعام خارج بيتى، بمعرفة المنشأ الأصلى لهذا الطعام أو الشركة المنتجة، وبعد أن أنهيت تناولى لـ«المربى»، فوجئت بأنها «صنع فى مصر»، وكنت سعيدة بهذه الجودة خارج بلدى، ولكن يبدو أننا نطبق مقولة: «زمار الحى لا يطرب»، فنحن لدينا «شبه احتقار» لمنتجاتنا الوطنية، من قبل البعض، ولو علموا أن المنتج الذى أمامهم «صنع فى مصر» يترددون ألف مرة قبل شرائه، ولا يزال تسيطر عليهم «عقدة الخواجة» حتى ولو كان هذا الخواجة ضد بلدهم، ولكن فى الوقت نفسه مازلت ألوم على حكومتنا فشلها فى تسويق منتجاتنا الوطنية، ففى سلسلة متاجر تركية حديثة العهد فى السوق المصرية، نرى الأسعار وقد انخفضت كثيرا عن متاجرنا المصرية، بل وتقوم بعرض منتجات تحمل «البراند» الخاص بها، بجانب التحالف مع بعض المصانع والمتاجر المعروفة بـ«عروض مخفضة» لأجهزة إلكترونية، ومنتجات تستخدمها البيوت يوميا، فى منافسة واضحة للمنتجات المصرية، ويأتى هذا بالتزامن مع حملة «اشترى المصرى» التى لم تؤت ثمارها حتى الآن، حتى ولو كانت أرقام البيع مرتفعة، فوفقا للكثيرين فإن جودة المعروضات فى الحملة أقل كثيرا من مثيلاتها المستوردة، فلماذا نختار المنتجات التى «نخسر الرهان» عليها دائما، ولماذا نغرق سوقنا المصرية بالمنتجات التركية بهذا الشكل؟ لقد طرحت فكرة المقاطعة من قبل، ومنذ أيام كنت أتناقش مع إحدى صديقاتى عن المقاطعة مجددا، لتفاجئنى بقولها: «هانقاطع الأكل ولا الهدوم ولا أدوات المطبخ ولا الأجهزة الكهربائية؟»، ووجدت كلامها منطقيا، كل حاجة فى حياتنا أصبحت «تركى يا لوسى»، ليس أمامنا خيار آخر سوى فتح المصانع المغلقة وعودة التصنيع الحقيقى، ووقتها نستطيع اتخاذ موقف مشابه للسعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تركي يا لوسي» «تركي يا لوسي»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon