بقلم : وفاء بكري
بالأمس كان يوم ميلادى الذى يوافق 5 يوليو، أتممت عامى الـ 42، لا أعرف كيف مر العمر بهذه السرعة، مازلت أتذكر (وفاء) التلميذة فى المرحلة الابتدائية التى كانت تحلم بأن تكون (صحفية) فكانت تسابق زملاءها لتكون هى المسؤولة عن (مجلة الحائط)، ومازلت أذكر تلك الفتاة التى أضاعت عاما من عمرها لتبدأ أولى الخطوات لتحقيق حلمها للالتحاق بكلية الإعلام، بعد أن وقف مكتب التنسيق أمام هذا الأمر وأبعدها عن جامعة القاهرة، فقررت «تحسين» بعض مواد الثانوية العامة والدراسة بشكل موازٍ بين كليتها الأولى و«خطوة» تحقيق الحلم، حتى بدأتها فى «الطاهرة أم القبة» كما كان يحلو لى تسمية «جامعة القاهرة»، بالأمس ظللت أفكر كيف مرت هذه السنوات سريعا، سنوات بها الكثير من النجاحات ومثلها من الإحباطات، وهذا الأمر طبيعى فى مثل مهنتنا، التى قد تجبر البعض عن أن «يلفظ أنفاسه الأخيرة» رغما عنه لأنه لم يستطع مواجهة «الوحوش»، وكعادتى كل عام عندما يدخل شهر ميلادى، أتذكر ثورة 23 يوليو التى استمددت منها الكثير من مبادئى وتوجهاتى، وأضيف إليها يوم استعادة مصر من الإخوان فى 3 يوليو 2013، أحب هذا الشهر على وجه الخصوص، لا أعرف هل بسبب « يوم مولدى» وعيد الثورة، أم لأننى أحب الرقم ( 7 )، الجميل هذا العام أننى علمت أن الكاتب الكبير وحيد حامد، ميلاده فى الأول من يوليو أيضا، يا لها من مصادفة جميلة، فقلبى وعقلى يكنان لهذا الرجل كل حب وتقدير، جميع أفلامه ومسلسلاته ومقالاته أثرت فىّ بشكل خاص، ولا أبالغ إذا قلت إن أعماله بالنسبة لى أشبه بـ«النبراس» الذى أهتدى به، فالأستاذ عندما يرى «منكرا» يغيره بـ« كتاباته» الصريحة، التى تظهر فى صورة أعمال عظيمة لا يخشى فيها «لومة لائم»، الأجمل أن الأستاذ لم يفعل ذلك «على كِبر» أو كما نقول لم يعد لديه ما يخسره فيبدأ فى «الانتقاد»، ولكنه بدأه صغيرا وصار معه وهو كاتب شاب وحتى الآن، وهذه هى ميزته، «لم يتحول» مع المتحولين، ولم يغفل عن قضايا وطنه أو «هموم المواطنين»، هو ذلك الكاتب الذى قال على لسان بطل فيلمه «الإرهاب والكباب» بعد سرد رائع للهموم التى يعانيها المواطن يوميا: «أنا مش طالب غير إنسانيتى.. مش عايز أتهان»، وهو الذى اختار الدخول إلى «عش المتأسلمين» وكشفهم و«كرة طيور الظلام» تشهد، وهو الذى انتقد سياسة الانفتاح فى «الغول»، لقد زاد جمال شهر يوليو بميلاد الأستاذ.. وسيظل «يوليو» بالنسبة لى هو شهر «ثائرى الحق».