بقلم : وفاء بكري
منذ نحو 7 سنوات، وتحديدًا خلال سنة حكم الإخوان، كان مخطط بيع «قناة السويس» الأكثر جدلًا على الساحة فى جميع الأوساط، بسبب محاولات الجماعة منح «امتياز جديد» للقناة لـ«تركيا وقطر»، مع وجود محاذير للأمن القومى، وبالرغم من نفى أعضائها هذا الأمر، فإنهم اعترفوا بأنهم يعرضون «الاستثمار» فى القناة على «الدولتين»، بجانب خبايا أخرى كشفناها فى موضوعات متنوعة.. ومع اقتراب يوم 30 يونيو كل عام منذ 2013، يأتى على بالى دائما نجاحنا فى «المصرى اليوم» فى كشف المخطط، واعتراضات القوات المسلحة على هذه «المحاولات الفاشلة»، حيث كنا الصحيفة اليومية التى أفردت مساحات للنشر، لم تنافسها فيها صحيفة أخرى، وكنت أنا وصديقى العزيز خير راغب «نحارب بأقلامنا» لعرقلة هذه المحاولات، حتى جاء يوم 24 مايو 2013، الذى نشرنا فيه تعديلات القوات المسلحة على مشروع «إقليم القناة»، الذى أعدته «المجموعة الفنية»، التى كان يترأسها عضو حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية وقتها، حيث قامت القوات المسلحة بتقليص صلاحيات الرئيس، والتى كانت «تفصيلا» للرئيس الإخوانى، مع إضافة المخابرات العامة إلى الجهات المختصة، بعدما تم تجاهلها فى المشروع، بما يؤكد «النوايا السيئة»، وبعدها بأيام قليلة، كان قراء «المصرى اليوم» ونحن أيضا كصحفيين على «موعد أخطر» مما نشرناه من قبل، ففى يوم 30 مايو، أى قبل الثورة بشهر واحد، استضفنا اللواء عبدالله عبدالغنى، مدير المشروعات بالقوات المسلحة آنذاك، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان الحالى، رئيس هيئة التخطيط العمرانى وقتها، ومجموعة عصام شرف الفنية، والمستشار القانونى «الإخوانى» لوزارة الإسكان وقتها، والذى كشف بعض «الخبايا» التى توضح «محاولات بيع القناة»، وفوجئنا برد اللواء عبدالغنى، الذى قال: «هذا الكلام مرفوض نهائيا، ولن نسمح بالمساس بالأمن القومى». وبالفعل، تم إيقاف المشروع بعد الندوة، وأتذكر اتصالا هاتفيا من اللواء عبدالغنى وتقديمه الشكر لى ولـ«المصرى اليوم». كل موضوع عن هذه «المحاولات» وضعت فيه «قلمى»، وتم نشره، هو لى «يوم عيد»، ومعها «يوم آخر»، وهو احتفالية الإخوان للإعلان عن مشروع التنمية فى مقر القناة بالإسماعيلية، عندما كان رئيسها الفريق مهاب مميش، وذلك بحضور عدد كبير من قياداتهم، وقد كان الجميع يعلمون محاولات البيع، وتم عرض فيلم عن تاريخ القناة، فطلبت من زميلى طه النجار، بصحيفة روزاليوسف، أن «نصفق» بحرارة عندما يصدح صوت الزعيم الراحل عبدالناصر بـ«تأميم القناة»- فى إشارة إلى أننا لن نسمح بـ«الامتياز» الجديد، وبالفعل فعلنا ذلك لدقيقة، وسط ضيق واضح من «الجماعة»، حتى التفت إلينا مميش «مبتسما» ليعلن بعدها أن تنمية القناة لن تكون إلا بسواعد مصرية، وهو ما حدث بالفعل، فـ«السواعد المصرية» فى كل مجال هى من «اقتلعت» «الإخوان» من جذورها.. ولتحيا «30 يونيو» والصحافة الحرة.