توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العين» علت «الحاجب»

  مصر اليوم -

«العين» علت «الحاجب»

بقلم : وفاء بكري

قبل نحو عام ونصف العام كتبت في هذا المكان مقالا عن «العيب» الذي بات «يغلف» مجتمعنا المصرى، ونبهت أن السلام المجتمعى يكاد يكون أهم من بناء الاقتصاد منفردا، ولكن يبدو أن «زمن التيك توك» بات مُصرا على هدم كل قيم عايشناها وطبقناها في حياتنا، كل شىء أخلاقى يتهدم فوق رؤوسنا، وكل القيم تهوى دون إنقاذ، لا أعرف كيف وصل حالنا لهذا التدنى، لدرجة جعلت أن يكون النائب العام أو ما يعرف بـ«محامى الشعب» هو القائم بمحاربة هذه الأمور ومواجهتها بمفرده، وبالمناسبة أحيى هذا الرجل المحترم المستشار حمادة الصاوى، عما يقوم به الآن، الذي جعلنا نشعر بأن لنا «ضهرا عادلا»، ولكن هناك أشياء لن يستطيع مواجهتها النائب العام، فهى لا تدخل تحت طائلة القانون، وإنما تحت طائلة «القيم المجتمعية»، ولا أعرف مدى إمكانية تطبيق قرار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الخاص بـ«غرامة التنمر»، على مثل هذه المواقف.

لا أرى مثالا أفضل مما حدث مع الممثل القدير عبدالرحمن أبوزهرة، خلال الأيام الماضية، بعد «طلبه المشروع» بالعمل، قرأت مثلما قرأ غيرى تصريح الأستاذ أبوزهرة، بأنه يريد أن يعمل، وألا يتجاهله المنتجون مثلما فعلوا مع بعض الكتاب والمخرجين والفنانين الكبار، تأثرت بكلام الرجل، فدائما بعدما تهدأ الأمور أضع نفسى مكان المتحدث أو صاحب المشكلة، وأطبقها على نفسى، لم أتأثر فقط، بل أشفقت على «عجائزنا» في مثل عمر «أبوزهرة»، بعدما فوجئت بسيل من الاتهامات للرجل، والبعض يسرد مواقف ضده، وكأنه هاجمهم شخصيا، كيف لنا بمهاجمة من يطلب طلبا مشروعا بالعمل، أو يعانى من التجاهل فيحاول جذب الانتباه إليه وإلى غيره ممن يعانون معاناته، لقد أصبح الشباب الآن «أكثر عنفوانا» على «كبيرهم»، التهكم على «الكبار» أصبح في الشارع «عينى عينك».

وفى العمل لا يوجد خطوط فاصلة بين أصحاب الخبرة والمبتدئين، وباتت مواقع التواصل الاجتماعى أشبه بـ«لوبى» لجماعات من الشباب، يحاولون دائما تغيير دفة أي قضية، والتأثير على الآراء وفرض آرائهم، هل دعم الشباب الدائم يعنى القضاء على «الكبار» والعجائز؟، هل من يكبر عليه أن يتوارى؟، لا يوجد في دين سماوى ما يسمح بإهانة الكبير، فنبينا محمد «صلى الله عليه وسلم»، يقول في حديثه الشريف: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا»، وفى الكتاب المقدس: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين 32:19)، «تجاهل كبرائنا» أصبح من «سمات العصر» و«لوازم الوجاهة لبعض الشباب»، وهو ما ينذر بخطر مجتمعى ينضم لكثير من المخاطر تحيط بنا الآن، وبشكل شخصى أصبحت أخشى أن يأتى اليوم الذي قد أصل فيه لهذه السن وقد أطلب عملا فيخرج البعض ليتهمنى بأشياء «خارج إطار طلبى المشروع»، أريد الاطمئنان على حالى وحال أصدقائى من هم في نفس سنى بعد 20 عاما من الآن، فالعين أصبحت تعلو على الحاجب بميزان الأيام المقلوبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العين» علت «الحاجب» «العين» علت «الحاجب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon