توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العين» علت «الحاجب»

  مصر اليوم -

«العين» علت «الحاجب»

بقلم : وفاء بكري

قبل نحو عام ونصف العام كتبت في هذا المكان مقالا عن «العيب» الذي بات «يغلف» مجتمعنا المصرى، ونبهت أن السلام المجتمعى يكاد يكون أهم من بناء الاقتصاد منفردا، ولكن يبدو أن «زمن التيك توك» بات مُصرا على هدم كل قيم عايشناها وطبقناها في حياتنا، كل شىء أخلاقى يتهدم فوق رؤوسنا، وكل القيم تهوى دون إنقاذ، لا أعرف كيف وصل حالنا لهذا التدنى، لدرجة جعلت أن يكون النائب العام أو ما يعرف بـ«محامى الشعب» هو القائم بمحاربة هذه الأمور ومواجهتها بمفرده، وبالمناسبة أحيى هذا الرجل المحترم المستشار حمادة الصاوى، عما يقوم به الآن، الذي جعلنا نشعر بأن لنا «ضهرا عادلا»، ولكن هناك أشياء لن يستطيع مواجهتها النائب العام، فهى لا تدخل تحت طائلة القانون، وإنما تحت طائلة «القيم المجتمعية»، ولا أعرف مدى إمكانية تطبيق قرار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الخاص بـ«غرامة التنمر»، على مثل هذه المواقف.

لا أرى مثالا أفضل مما حدث مع الممثل القدير عبدالرحمن أبوزهرة، خلال الأيام الماضية، بعد «طلبه المشروع» بالعمل، قرأت مثلما قرأ غيرى تصريح الأستاذ أبوزهرة، بأنه يريد أن يعمل، وألا يتجاهله المنتجون مثلما فعلوا مع بعض الكتاب والمخرجين والفنانين الكبار، تأثرت بكلام الرجل، فدائما بعدما تهدأ الأمور أضع نفسى مكان المتحدث أو صاحب المشكلة، وأطبقها على نفسى، لم أتأثر فقط، بل أشفقت على «عجائزنا» في مثل عمر «أبوزهرة»، بعدما فوجئت بسيل من الاتهامات للرجل، والبعض يسرد مواقف ضده، وكأنه هاجمهم شخصيا، كيف لنا بمهاجمة من يطلب طلبا مشروعا بالعمل، أو يعانى من التجاهل فيحاول جذب الانتباه إليه وإلى غيره ممن يعانون معاناته، لقد أصبح الشباب الآن «أكثر عنفوانا» على «كبيرهم»، التهكم على «الكبار» أصبح في الشارع «عينى عينك».

وفى العمل لا يوجد خطوط فاصلة بين أصحاب الخبرة والمبتدئين، وباتت مواقع التواصل الاجتماعى أشبه بـ«لوبى» لجماعات من الشباب، يحاولون دائما تغيير دفة أي قضية، والتأثير على الآراء وفرض آرائهم، هل دعم الشباب الدائم يعنى القضاء على «الكبار» والعجائز؟، هل من يكبر عليه أن يتوارى؟، لا يوجد في دين سماوى ما يسمح بإهانة الكبير، فنبينا محمد «صلى الله عليه وسلم»، يقول في حديثه الشريف: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا»، وفى الكتاب المقدس: «من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك. أنا الرب» (لاويين 32:19)، «تجاهل كبرائنا» أصبح من «سمات العصر» و«لوازم الوجاهة لبعض الشباب»، وهو ما ينذر بخطر مجتمعى ينضم لكثير من المخاطر تحيط بنا الآن، وبشكل شخصى أصبحت أخشى أن يأتى اليوم الذي قد أصل فيه لهذه السن وقد أطلب عملا فيخرج البعض ليتهمنى بأشياء «خارج إطار طلبى المشروع»، أريد الاطمئنان على حالى وحال أصدقائى من هم في نفس سنى بعد 20 عاما من الآن، فالعين أصبحت تعلو على الحاجب بميزان الأيام المقلوبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العين» علت «الحاجب» «العين» علت «الحاجب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon