بقلم : وفاء بكري
أحزننى ما حدث في مساكن مطار إمبابه، التي تم إخلاؤها من سكانها، ومنحهم وحدات بديلة فيما يعرف بـ«مساكن عثمان» بمدينة 6 أكتوبر، وذلك دون «منح فرصة» للسكان لـ«ترتيب أوضاعهم»، فقد اتخذت محافظة الجيزة قرارًا اعتبره البعض «فرديًا»، وإن كنت لا أرى أنه كذلك، بإخلاء وهدم هذه المساكن، بحجة أنها آيلة للسقوط، مع منح السكان وحدات بديلة، وبالتأكيد لا أحد ينكر أن «جودة الحياة» مطلوبة للجميع، ولكن إذا طبقت بالعدل، فالمساكن التي عليها المشكلة، بنيت في الأصل كمساكن للإيواء، كانت ذات مساحات لا تتعدى 40 مترًا للوحدة، إذن عندما نبحث عن «جودة الحياة»، علينا تعويض المواطنين بوحدات أفضل، حتى ولو كان هناك مقابل سيتم سداده شهريا، أسوة بما تم في «الأسمرات»، التي نقلت سكان الدويقة وغيرها من المناطق، من غرف قد لا تتعدى 20 مترا، إلى أخرى رحيبة، و«نضرب بها المثل»، ولكن أن يتم نقل المواطنين- بعد إعلامهم بـ 15 يوما فقط- إلى مساكن أخرى «لم تختلف كثيرا» تقع في أبعد مكان بمدينة 6 أكتوبر، دون الالتفات إلى عمل أو مدارس أو حتى «ارتباط نفسى» بالمكان، وكأن لسان حال المحافظة يقول: «ده توبهم»، والحجة أن «مساكن عثمان» هي ملك للمحافظة، بل ويطل علينا المركز الإعلامى بمجلس الوزراء بنفيه أنه لم يتم تجاهل هؤلاء المواطنين ومنحهم وحدات بديلة في مساكن «حضارية» هو بالفعل تم المنح ولكن في مكان هو أقرب منه للعشوائية من المساكن الحضارية، ووحدات «أضيق» مما تتخيلون، تم بناؤها في عهد حسنى مبارك، للأرامل والمطلقات والأسر الأولى بالرعاية بمبلغ رمزى، بمساحة 42 مترًا، فلماذا لم يتم نقل «أبناء إمبابة» إلى الأسمرات مثلا، فلا يوجد الآن في ظل «الانفتاح العقارى» الذي تعيشه مصر ما يعرف بحدود المحافظات وملكيتها، وفى الوقت نفسه لماذا لم تفكر الحكومة في منح هؤلاء «المواطنين» وحدات في «مساكن المطار» التي بنيت منذ أكثر من 11 عاما، لتكون تعويضا لأهالى إمبابة من جراء تطوير المنطقة أو إزالة مساكن لصالح مترو الأنفاق، وأصبحت مثل «البيت الوقف» يسكنها الأشباح، من الآخر هل الحكومة «استخسرتها» في ناس إمبابة، مع أنهم أحد أعمدة الطبقة المتوسطة في مصر، وإذا قارنا هذا بالمبلغ الهائل الذي وصل إلى 30 ألف جنيه شهريا، وتم وضعه تحت تصرف سكان «عمارة الشربتلى بالزمالك» التي مالت بسبب أعمال المترو، فإننا سنلاحظ بالتأكيد «طبقية الحكومة»، التي صارت تطبقها في أشياء كثيرة سنتحدث عنها فيما بعد، الأهم أن معظم السكان رفضوا «التهجير» لمساكن عثمان، واختاروا تأجير وحدات بديلة في منطقتهم، ودعوتى للحكومة بعد أن سبق السيف العذل، أن تنقذ «مساكن عثمان» أيضا لأنها باتت «قنبلة موقوتة» في مدينة جميلة، وكفاكم «طبقية».