بقلم : وفاء بكري
لم يعد يمر عام وبضعة أشهر إلا وتقع كارثة مروعة، يكون بطلها قطارات «السكة الحديد»، وبالتأكيد النصيب الأكبر منها لـ«الصعايدة»، وعليه فقد يتم تغيير الجملة الشهيرة من «الصعايدة وصلوا» إلى «الصعايدة لسه ما وصلوش»، فكأن هذه الحوادث أصبحت «ماركة مسجلة» باسم الصعيد وأبنائه، ولم نعد نميز الحوادث من بعضها من كثرة إطلاق مسمى واحد عليها دائما، وهو «قطار الصعيد»، وإن كان الحادث الجديد هذه المرة فى سوهاج جاء بين قطارين «مميز ومكيف»، ومن لا يعرف «هذه مجرد مسميات»، فتلك القطارات يركبها «الغلابة»، الاختلاف الوحيد بين هذه الحوادث هو «اسم الوزير» الذى تقع فى عهده، كنا نقول «قطارات الغلابة»، فأصبحت «القطارات المميزة»، فلايزال ما يشغلنا هو «تغيير المسميات»، ولن أتجاهل بالتأكيد المجهود الذى تقوم به الحكومة فى تطوير مرفق السكة الحديد خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكن يبدو أننا لانزال نهتم بـ«الشكليات»، وهى مطلوبة بالطبع فى إطار تغيير «الصورة الذهنية» عن أى سلبيات عايشناها، ولكن متى نبدأ «تطوير البشر»؟، فمن الواضح أن حادث سوهاج كان نتيجة «خطأ بشرى»، هل أصبح «الإنسان» فى آخر اهتمامات الدولة؟
أعلم أن البعض قد يكون لسان حالهم ردا على هذا السؤال بآخر استنكارى وهو: «والدولة بتعمل كل ده لمين؟»، هذا حقيقى، كافة الجهود هدفها «الشعب» ولكن بلا خطوات داعمة، فالنوايا الطيبة ليست المطلوبة بمفردها، وطالما نطور «الحديد» علينا بتطوير من يستخدمه، فهذا جعلنا «نفقد أرواحا» بعضها ذهب إلى خالقها، والبعض الآخر «مقتول معنويا»، ويرفع شعار «مافيش فايدة»، وهذا لا ينطبق على القطارات فحسب، بل يتعداه لكثير من الأحداث اليومية، ولقد شاهدنا فى هذا «الأسبوع الكبيس» ما يؤكد ذلك، كل ما أصبحت أتمناه هو الاهتمام قليلا بـ«البشر» ولن أقول قبل «الحجر» أو «الحديد»، ولكن بـ«التوازى»، فهذا سيكون «الخط الحاسم»، حتى استخدام شبابنا لمواقع التواصل الاجتماعى وغيرها بات فى احتياج لتدريب داخل الجامعات والمدارس، فعقول أبنائنا لا تغادر حدود «شاشات الموبايل»، وجميعهم يتطلعون لأن يكونوا «نجوم يوتيوب وتيك توك»، وهو ما ينذر بخطر آخر آت خلال سنوات قليلة، فى الصحافة عندما نختار صورة للنشر، نبحث عن وجود «عنصر بشرى» فيها تحت مسمى «الحركة»، وهو ما أراه ينطبق على ما نتمناه، فالكثير من «الأخبار الرسمية» تؤكد التسارع فى التنمية، ولكن دون وجود هذه «الحركة»، يا ليت حكومتنا تعلم بأن «البشر» يحتاجون «الاهتمام» والتطوير فى كل شبر فى مصر حفاظا على خطوات إعادة البناء، وقتها ستعود «الأرواح المحبطة» وستواجه من «غاب ضميره» دعما لبلدنا