بقلم - وفاء بكري
ذهبت لشراء خط موبايل من الشركة الوطنية الجديدة للاتصالات، هروبا من خطوط الشركات الثلاث «القديمة» التى أمتلكها أنا وعائلتى، وأملا فى أنها تكون أفضل حالا من خطوط الشركات الثلاث، فطوال الفترة الماضية، أصبحت إحدى أمنياتى فى الحياة أن أكمل مكالمة واحدة دون أن أردد كلمة «آلو» أكثر من مرة، عندما لا أسمع صوت من أهاتفه، ثم أكتشف انقطاع المكالمة دون أن أدرى، ولكنى صدمت فى منفذين للشركة الجديدة- والتى تم الإنفاق على ديكوراتها الشىء الفلانى- بأنها لا تمتلك خطوطا فى الوقت الحالى، لأن ما تعطيه الشركة لمنافذ البيع انتهت ولم تأت بجديد منها، ضحكت وقلت: «ده فشل»، ثم خرجت بحسرة، كنا ننادى بوجود شركة وطنية تضاهى الشركات الثلاث، وها هى قد تم إطلاقها بالفعل، ولكن ماذا فعلت غير الإعلانات؟ لم تأت إلى تليفوناتنا رقم واحد يحمل الكود الجديد، ولن أقيس على نفسى فقط، وإنما على معارفى أيضا، وهذا معناه أن الشركة لم تستطع «إقناع» المستهلكين بها حتى الآن، بل إنها تعمل فى التسويق بالنظام القديم، «أيام تليفونات القرص» كده، وطالما لم تضع الشركة خطة للتسويق، لماذا بدأت فى المنافسة؟،
وكان لدينا الأمل أنها تنقذنا من «خيبة الاتصالات» عندنا، الأدهى فى الاتصالات بمصر حاليا هو الشكوى المتكررة من «سرقة» النت والباقات «غير العادلة»، كما اعترفت إحدى الشركات فى إعلاناتها، والمكالمات غير الكاملة، كما قلت فى البداية، فى البداية تخيلت أننى الوحيدة التى أعانى من سرقة باقة الإنترنت، ولكنى وجدتها شكوى عامة، فهناك من يشكو أنه لا يستخدم النت سوى فى الإيميلات ومع ذلك يتم «سحب باقته» التى تصل إلى 3 جيجا- وهى بالمناسبة مساحة كبيرة لاستخدام النت لمدة شهر كامل للإيميلات ومواقع السوشيال ميديا- وهناك من يشكو أن النت لا يعمل معظم الوقت «مع أنه باقة» وليس «واى فاى»، الذى يعد قصة أخرى فى أزمة الإنترنت فى مصر، والمثير أن جهاز حماية المستهلك لا يعيرنا اهتماما، وكأننا لسنا مستهلكين، والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لا يقوم سوى بمعايرتنا أن الشركات فى مصر تقدم أرخص دقيقة على مستوى العالم، بالرغم من أنه على مستوى العالم لا يوجد الآن شكوى من سرعة الإنترنت واختفاء صوت المكالمات فجأة أو حساب 57 ثانية على اعتبار أنها دقيقتين سوى فى مصر، ولماذا دائما المستهلك أو المواطن هو « الغلطان»، لقد ارتضينا رفع أسعار الكروت والإنترنت على أمل تقديم خدمة أفضل، ولكن دون جدوى، بل ويتم سرقتنا «عينى عينك»، ولا نعرف لماذا كل شىء فى الخدمات فى مصر بـ«طلوع الروح»، إذا أردنا المنافسة عالميا علينا مضاهاة هذا العالم الذى سبقنا بسنوات ضوئية، وإذا كانت الأزمة أمنية فعلينا حلها لحماية بلدنا و«فلوسنا» فى الوقت نفسه، المهم «نفسنا فى مكالمة تكمل ونت عادل» على قد الفلوس اللى بندفعها، ومع الاعتذار لإسماعيل يس والمليجى: «لا المكالمة بتكمل ولا النت عادل».
نقلا عن المصري اليوم القاهرية