بقلم - وفاء بكري
بعد غياب 10 سنوات عن «الإسكندرية»، طل الكينج محمد منير على جمهوره من «العاصمة الثانية» فى حفل أعاد ذكريات حفلاته السابقة الممتعة داخل أحضان جميلة جميلات البحر المتوسط، وكالعادة استطاع منير أن يخالف توقعات البعض بأن الحفل لن يحضره الكثيرون، ليتفاجأ الجميع أمس الأول بأن هناك الآلاف من عشاق منير ينتظرونه بلهفة وحب وشغف لسماع «صوت مصر». قد يكون منير أصبح مكبلًا بـ«كرسى» يجلس عليه معظم أوقات الحفل، ولكن صوته كما هو «حر طليق» لم يكبله سوى دموعه على فراق الأصدقاء، وخاصة أن الحفل كان هو الأول له بعد فراق رفيق دربه، عازف العود الألمانى، رومان بونكا. وكذكاء الكينج المعهود منذ ظهوره فى السبعينيات من القرن الماضى، لا يحب أن يفرض شيئًا على الجمهور، أو يستأثر بكامل الحفل، ولِمَ لا وهو الذى قال: «كل المفروض مرفوض»، ولأنه يعلم أنه استطاع تكوين جمهور على مدار أكثر من 45 عامًا، يزيد كل عام حتى أصبح «عابرًا للأجيال»، فيسمعه الكهل كما يسمعه الشاب والمراهق، الذين أصبحوا مرتبطين أيضًا بما يُعرف بـ«المهرجانات»، بجانب الفرق الموسيقية الشبابية، فاختار أن يدفع جمهوره ثمن تذكرة الحفل ليستمتع بـ«الثالوث» الغنائى، منير و«بلاك تيما» وثالث
«المهرجانات». انحاز منير إلى «الشعب» الذى يعانى «وطأة الأيام» واختار «المصيف» الأقرب لـ«جيوب الغلابة» و«عقول المثقفين»، حيث طالما خاطبهم بأغانيه وموسيقاه، ولِمَ لا أليس هو الوحيد الذى غنى لشاعرنا العظيم فؤاد حداد بجانب أصحاب الكلمات المختلفة عبدالرحيم منصور ومجدى نجيب وعصام عبدالله؟. هذا هو «مشروع منير». منذ بداية التسعينيات والكينج يطالب وزارة الثقافة بأن يجوب محافظات مصر بمدنها وقراها، يضم معه «فرقًا موسيقية» يقدمون فنهم للشباب والكبار، يذهبون إليهم دون أن يتكبدوا عناء السفر لمئات الأميال والمزيد من الأموال، ولم تستجب «الثقافة» للكينج، الذى يحب الغناء فى الأماكن المفتوحة، سوى بحفلات بدار الأوبرا فى القاهرة وبعض مسارح الإسكندرية. ألم تَحِنْ بعد استجابة وزارة الثقافة لمشروع منير؟. لماذا لا نشاهد الكينج ومعه الفرق الشبابية، بل بعض مطربى المهرجانات والراب المحبوبين مثل أمير عيد وويجز، وهم يشاركون شباب القرى فى «يوم خاص» يخرجون به من «كآبة الأيام» وأخبار الحوادث الغريبة التى فرضت نفسها على جميع أوقاتهم؟. ولتكن «المنصورة» تحديدًا أولى الوجهات لتنفيذ مشروع الكينج بعد سلسلة عصيبة للغاية من الحوادث، وعلى الوزارة الخروج من جدران «الأوبرا» وقصور الثقافة إلى
«الأفق الرحيب» للشباب والكبار أيضًا، مع الالتزام بنقل الحفل على الهواء مباشرة أسوة بما يحدث مع حفلات «الرياض» الآن. تخيلوا لو هناك «شادر بسيط» على مساحة كيلومتر يحضره الجمهور ويسمعه الناس فى البيوت ويشاهده الملايين جميعهم فى وقت واحد لـ«صوت مصر»، ومعه الشباب الجدد. وستظل الكلمة الأخيرة: «الكبير كبير يا محمد يا منير.. يا رفيق أيامنا وأحلامنا».