بقلم - وفاء بكري
منذ فترة قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، نصا: «الزعيم جمال عبدالناصر كان محظوظا لأنه كان بيتكلم والإعلام معاه»، وبالرغم من أن الكثير من العاملين فى مجال الصحافة كانوا معترضين على أسلوب تعامل عبدالناصر مع بعض الصحفيين حتى تأميم الصحافة، ولكن ما كان يقصده السيسى فى كلمته أن الجميع ملتف حول الوطن، ويدعم مشروعات الدولة وقتها، وبحكم عملى كصحفية، ومسؤولة عن إدارة أحد أقسام جريدتى «المصرى اليوم»، أتعامل بشكل شبه يومى مع مصادر صحفية، سواء عن طريقى شخصيا أو عن طريق زملائى فى القسم، هناك من يتجاوب معنا وهناك من تتملكه المخاوف،
وهناك من يتردد ثم ينطلق ثم ينفى بعض كلماته عند نشرها ويقول إنها تم تحريفها، وهناك من يقطع الأمر من بدايته، ويرفض الحديث بالمرة، هذا بالنسبة للمصادر التى نقول عنها إنها «مستقلة»، أى لا تتبع أى جهة فى الدولة، و«لا تتزين بمنصب ما»، ولو جئنا إلى المصادر الحكومية فهى لم تعد كما قبل، معظمهم إما غير مدرك لدور الإعلام والصحافة، أو يعرف الدور ولكن يقول لنا أحيانا «إبعد عن الشر وغنيله»، الإعلام فى نظرهم أصبح «شرا»، والمتبقى منهم لا يعرف دوره هو فى مكانه، الكثير من المتحدثين باسم الوزارات لا يردون على هواتفهم المحمولة، ولا أعرف كيف «متحدث» لا يتحدث؟، بالنسبة لى حاولت تكرارا منذ 3 أسابيع وحتى الآن الوصول لأحد الزملاء الصحفيين لعمل تحقيق «إيجابى» فى وزارته دون جدوى، وأعتقد أن كل الصحافة «الحرة» تحقيقاتها وعملها «إيجابى»، سواء بالإشادة أو النقد البناء، فما يضير المتحدثين باسم الوزارات إذن؟، وكنت شاهدة فى أكثر من اجتماع بمتحدثى الوزارات والمستشارين الإعلاميين فيها بدعم وتوجيه مجلس الوزراء، بل والرئاسة، لتوصيل المعلومات بشفافية إلى الجميع، ولكن وكأن الدعم والتوجيه ذهب أدراج الرياح، هل من الطبيعى أن ينتظر الصحفى لأسابيع طوال للحصول على معلومة واحدة من مصدرها الطبيعى؟، وهناك بالتأكيد فى مهنتنا من هم أقل خبرة وقد يحصل على معلومة من غير مصدرها قد تثير البلبلة وتطلق الشائعات بين أبناء الوطن، دون أن يشعر المسؤول بأنه السبب الرئيسى فى ذلك، المسؤول يؤدى دوره والصحفى يؤدى دوره أيضا، إذا كانت الدولة لا تعرف الدور الحقيقى للإعلام وخطورته فلماذا أطلقت المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والصحافة ومعها الهيئتان الوطنيتان للصحافة والإعلام؟،
بالنسبة لى لا أعرف ماذا أضاف المجلس والهيئتان للإعلام والصحافة حتى الآن؟، مع احترامى للقامات الصحفية والإعلامية على رأسها، الدولة نفسها تريد دورا فعالا فى للصحافة والإعلام، بدليل دعوتها للكثير من الإعلاميين فى المؤتمرات الرسمية بحضور الرئيس السيسى، بعضهم ينتقدون أحيانا لقرارات الدولة أو الرئيس نفسه، وهو ما يعنى أن الانتقاد البناء لا يعنى الاستبعاد أو التقييد، أرجو مراجعة أوراق التعامل مع الإعلام، خاصة فى المرحلة الحالية، وفتح مجالات أوسع لرؤية ما تفعله الدولة حاليا من مشروعات، إذا كنتم تريدون «إعلام صح» تعاملوا «مع الإعلام صح».
نقلا عن المصري اليوم القاهرية