بقلم : وفاء بكري
ظللت سنوات أدعو أصدقائى بالتوجه إلى منفذ شركة السكر للصناعات التكاملية، المعروفة باسم «الشبراويشى»، فى شارع قصر النيل، بوسط البلد، للتمتع بمنتجات «بلدنا» بأسعار منافسة وجودة عالية، البعض استجاب، والبعض الآخر كانت «السخرية» هى الرد الدائم على دعوتى.. «تقمصت» دورى على أكمل وجه، وكنت وما زلت أقوم بـ«التسويق» للشركة وشركة أبوالهول «الملح والصودا» التى يوجد منفذها فى وسط البلد أيضا فى شارع شريف، دعوت الصديقات لشراء «شاور جل» لا يصيب الجلد بحساسية وأرخص من منتجات القطاع الخاص بنحو 50%، ودعوتهم لشراء أدوات التجميل والكولونيا، دعوتهم لتجربة «اللافندر» التى يستخدمها رواد «مصر للطيران» والياسمين والبنفسج، هى منتجات يتم إنتاجها بأنقى كحول على مستوى العالم العربى، دعوتهم لتجربة الفانيليا وماء الورد ومعطر الجو والشامبو وصابون الأطباق، وكنت آخذ بإيدى صديقاتى حتى منفذ البيع وكأننى أحصل على «عمولة» من وراء ذلك، وكانت «عمولتى الشخصية» هى السعادة الشديدة عندما تشيد إحداهن بالمنتجات.
ثم قادنى الفضول والحب لهذه الشركة، لزيارة مقر مصنعها فى مركز الحوامدية، منذ سنتين، لإجراء تحقيق صحفى، وفوجئت بأن لديها من المنتجات ما لا يعرفه أحد، ولا أعرفه أنا شخصيا، بالرغم من أننى «زبونة دائمة»، فالمصنع ينتج العسل الأبيض والطحينة والبسكويت والمربى وغيرها، ومع انتشار الدعوات باستخدام الكحول لمنع الإصابة بفيروس كورونا المستجد، انطلقت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى بأن أفضل كولونيا يتم استخدامها هى «الليمون» الشهيرة باسم «555» والتى يستخدمها معظم الرجال بعد الحلاقة، وهنا أحيى صاحب الدعوة، الذى جعل «ناس القاهرة» تذكر اسم «الشبراويشى» ليقفوا بالطوابير أمام منفذ قصر النيل، بعدما كانوا يمرون بجواره مرور الكرام، بل كان منهم من يتهكم عليه.. بشكل شخصى وقعت فى حيرة: هل أسعد بعودة المواطنين لمنتج بلدهم الذى ارتبط معنا بذكريات جميلة، أم أحزن بأن الدولة ظلت لسنوات لا تستطيع «تسويق» منتجها «المحترم»؟، هل أسعد بأن أصدقائى ممن كانوا يسخرون منه يهرولون الآن لشرائه.. أم أحزن بأن الشركة لا تزال تعانى من عدم التوسع بسبب بحثها عن أراض للزراعة لزيادة إنتاجها الذى يتم تصديره إلى الكثير من الدول العربية،.
ولا تستطيع الحصول عليها، وفقا لمعلوماتى؟ فالشركة خسرت نحو 100 فدان فى مركز العياط بالجيزة، بعدما استولى عليها مجهولون ولم تستطع الدولة استعادتها، فهذا هو «وقت استعادة» كل شىء، الاسم والتاريخ والصناعة، لدى الدولة فرصة لا تعوض لزيادة منتجات هذه الشركة الكبيرة التى تمتلك «عقولا محترمة» لديها أفكار عظيمة يمكن الاستفادة منها، ولكنها تحتاج إلى فرصة لـ«الاستماع»، لابد أن يكون لدى الدولة إرادة لذلك، وما أكثر الأراضى التى لدينا يمكن زراعتها بالنباتات العطرية وقصب السكر، بأفكار الرى الجديدة، لتكون نقطة انطلاقة اقتصادية جديدة، ورب كورونا نافعة.