بقلم - وفاء بكري
الحديث عن الإعلام لا ينتهى، جميع من ينتمى لمهنة الإعلام يتحدث دائماً وأبداً عن التطوير والتحديات وغيرهما فى هذه المهنة، فى مقاله «حكايات السبت» بـ«المصرى اليوم»، تحدث الأستاذ محمد السيد صالح، رئيس تحرير جريدتنا الجميلة، عن تطوير الجريدة، متمنياً أن تطور كل الصحف الصديقة من نفسها، وقال إن التحديات كبيرة ومخيفة أيضاً، ولأننى أؤمن بأن كل تحدٍ له من يواجهه، فتحديات الصحافة ليست بأيدى صناعها ومؤسسيها فحسب، وإنما بأيدى الدولة قبلهما، وسأقارن هنا بين دور الإعلام والدور الكبير الذى منحته الدولة لهيئة الرقابة الإدارية مجدداً، بعد سنوات من تهميشها، فلا أحد ينكر أن هيئة الرقابة الإدارية، وعلى رأسها اللواء محمد عرفان، استطاعت عرقلة العديد من قضايا الفساد و«النهب» الذى كان ولايزال ينهش فى جميع مؤسسات الدولة، وأعطت صورة إيجابية لدور الدولة فى إيقاف عدد كبير من عمليات الفساد والرشاوى، ولايزال أمامها دور صعب فى تطوير العمل الإدارى دون «بيروقراطية»، التى أصبحت تكبل أيدى الموظفين، وتُضيّع الآلاف من ساعات العمل على مصر، ولأن دور الإعلام لا يقتصر على نشر الأخبار، وكما قلت فى هذا المكان من قبل، أن دور الإعلام هو دور إيجابى حتى لو كان بالنقد، طالما ليس لديه توجه سياسى معين، هل فكرت الدولة وهى تعيد دور هيئة الرقابة الإدارية أن دور الإعلام لا يختلف عن دور الرقابة الإدارية شيئاً سوى فى حق الهيئة القبض على الخارجين عن القانون، ودور الإعلام هو تسليط الضوء عليهم؟!، كم من قضية أثارها الإعلام وقامت الدولة بالتحقيق فيها، وكم من سلبيات أثارتها الصحافة والقنوات المختلفة، وقامت الدولة بتحسينها، دور الإعلام هو دور كاشف، بل هو الأقرب لدعم دور «الرقابة الإدارية»، الغريب أن «كارنيه نقابة الصحفيين» الذى نحمله، مكتوب خلفه جملة رائعة وهى: «تقدم السلطات المختصة لحامله المعلومات وتسهل مهمته»، ولكن لم تعد هناك جهة واحدة تعمل بهذه الجملة الآن، لدينا نقابة وهيئات يمكن أن تحقق معنا إذا «انحرفنا عن بوصلة المهنية»، ولكن عدم تسهيل الحصول على المعلومات وعدم الشفافية التى تعمل بها معظم جهات الدولة، خطرها ليس على الإعلام فحسب وإنما على الدولة نفسها، وبنائها، فكيف نتحدث عن تطوير ولا يوجد تسهيل للحصول على المعلومات نفسها التى نبنى على أساسها عملنا الصحفى والإعلامى، وعلينا مشاهدة القنوات المختلفة بل وبعض الصحف لنجد أن المحتوى بلغتنا الإعلامية قد أصبح «فارغاً»، الصحافة والإعلام هما مرآة المجتمع وأساس تنويره، وعلى الدولة دعمهما لا محاولة هدمهما.
تحية واجبة: تلقيت اتصالاً مهذبا من الأستاذ محمد عزب، المسؤول عن العلاقات العامة والإعلام بالشركة المصرية للاتصالات، للاستفسار عما كتبته فى هذا العمود قبل أسبوعين عن عدم وجود خطوط لشبكة الاتصالات الجديدة فى منفذين تابعين للشركة، ونقل لى وعد مسؤولين فى الشركة بفتح تحقيق عما حدث، مؤكداً أن الخطوط وكروت الشحن متوافرة فى جميع المنافذ، وأن الشركة مستعدة تماما للمنافسة، بل وإثبات نفسها كأفضل شركة للاتصالات فى مصر، وأشكر الأستاذ عزب عما قاله، وأتمنى التوفيق لشركة الاتصالات المصرية، وسأنتظر تنفيذ وعد الشركة بالمنافسة والنجاح، وبالمناسبة هذا هو دور الإعلام والدولة.
عن المصري اليوم القاهريه