بقلم-وفاء بكري
فى كتابه «الخطابات السرية للراهب الذى باع سيارته الفيرارى» للكاتب الكندى النيبالى الأصل، روبين شارما، مدرب التنمية البشرية، دار حول الخطابات المنقذة للحياة واكتشاف التمائم التى تمنح القوة لمن يمتلكها، وكان الكتاب رحلة لاكتشاف الأسرار المخبأة وراء كل تميمة، هكذا فعل منتدى شباب العالم، فى عامه الثانى.. «شنطة صغيرة» أهداها لمشاركيه، وحملت بعضاً من هذه الرسائل، بل وعبرت عن مجهود كبير واستراتيجية حقيقية وراء إقامته، جاءت محتويات الشنطة البسيطة تعبر عن الأصالة والمفردات المصرية، وروح المكان، خاصة أن كل قطعة حملت كارتا صغيرا تشرح معناها، باللغة الإنجليزية، «كيس قماش صغير» على شكل «نصف رغيف عيش بلدى»، وهو معروف فى الثقافة المصرية بـ«الأمان والصداقة وعدم الخيانة»، كان بداخله حلوى مصرية أصيلة «عسلية وسمسمية»، لا تقدم سوى فى الاحتفالات، بجانب عملة معدنية، وهى فى مفردات الثقافة المصرية، تعنى «المعدن الأصيل»، و«نوت بوك» أو «كراسة للكتابة»، بشكل جواز سفر مصرى، جاءت لتعزز الفكرة الرئيسية للمؤتمر، وهى أن مصر «نقطة التلاقى» لجميع الجنسيات على مستوى العالم، بخلاف الرسائل الأخرى التى حملها المنتدى، خاصة البُعد الأفريقى، لمست بنفسى سعادة شباب القارة السمراء وهم مشاركون فى جلسات المنتدى، بل وظهر ذلك جلياً عند تراقصهم على نغمات أغنية الختام، قال أحدهم لى إنه لا يبالغ إذا قال إن مصر بالنسبة لهم الأمان الحقيقى، جاءت الرسائل السرية للمنتدى لتؤكد أن مصر ستظل «قلب العالم»، وستكون المؤثرة «ضمنياً» فى تنمية الكثير من البلدان خلال السنوات المقبلة، عن طريق شبابها. وكنت ما أتمناه حقاً هو أن أجد زياً مصرياً فى المنتدى، سواء خلال الافتتاح أو الختام، فلا عيب فى وجود شباب بـ«الجلباب» الصعيدى أو السيناوى أو النوبى، وأعتقد أن الفتاة المصرية الأصيلة آية عطية، «دينامو المنتدى»، كانت «خير تمثيل» عندما قررت الحديث باللهجة المصرية الدارجة المحببة للكثيرين، وإن كنت أتمنى تمثيلاً مختلفاً خلال العام المقبل.. شكراً لكل من ساهم فى نجاح المنتدى، وكل من ساهم من قبل وحتى الآن، لتكون مصر «نقطة التلاقى».
* ما قل ودل: خلال زيارتى لشرم الشيخ، العام الماضى، أثناء حضور المنتدى فى عامه الأول، كانت التنمية فى خليج نبق تسير على استحياء، بعض الفنادق البسيطة، ومولات لم يتم افتتاحها بعد، هذا العام اختلف الأمر، فنادق تعمل بامتداد طريق خليج نبق، عودة قوية للبازارات، بل إن نسبة الإشغال فى الفنادق كانت مرتفعة بنحو 70% عن العام الماضى، وهو ما يؤكد أن أحد أهداف المنتدى قد تحقق فعلياً، ولا ينقصنا سوى «ضبط الأسواق السياحية».
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع