توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم ما بعد دونالد ترامب

  مصر اليوم -

عالم ما بعد دونالد ترامب

بقلم-محمد السعيد إدريس

على العالم أن يتنفس الصعداء على ضوء الأحداث والتطورات الداخلية الأمريكية المتصاعدة التى تنال من جدارة دونالد ترامب بأن يكون رئيساً للولايات المتحدة، سواء كانت هذه الأحداث والتطورات تتعلق بالاتهامات الموجهة للرئيس ترامب بتعمده عرقلة التحقيق حول التدخل الروسى المحتمل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التى فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون (2016) أو كانت تخص الجرائم الأخلاقية المنسوبة للرئيس بعد اعتراف محاميه السابق مايكل كوهين أمام محكمة أمريكية بأنه دفع مبالغ مالية من أموال الحملة الانتخابية الرئاسية لامرأتين أكدتا أنهما أقامتا علاقة جنسية مع المرشح ترامب مقابل التزامهما الصمت لتفادى الآثار السلبية لانتشار مثل تلك المعلومات على الحملة الرئاسية لترامب. مثل هذه الأحداث والتطورات يمكن أن تنحصر نتائجها، فى احتمالين فإما أن تؤدى إلى عزل ترامب عن الحكم، وهذا احتمال قد يبدو ضعيفاً وله شروطه الصعبة، لكنه يمكن أن يحدث، وإما أن تؤدى إلى عدم التجديد لترامب بولاية رئاسية ثانية فى الانتخابات التى ستجرى عام 2020، أى بعد عامين من الآن. وفى كلا الحالين يمكننا أن نقول إن على العالم يستعد من الآن للدخول فى عصر ما بعد دونالد ترامب. ما يؤكد جدية الخطر الذى يواجه ترامب الآن بعد توالى الأنباء غير السارة، خاصة على ضوء اعترافات محاميه مايكل كوهين وأيضاً اعترافات محامى مايكل كوهين ثم إدانة مدير حملة ترامب الانتخابية عام 2016 بول مانافورت باتهامات تتعلق بالتهرب الضريبى والاحتيال المصرفى هى ردود الفعل الانفعالية التى وردت على لسان ترامب وكشف فيها عن عمق شعوره بالتهديد فى الاستمرار كرئيس للولايات المتحدة، وإدراكه للمخاطر التى يمكن أن تترتب على النتائج المحتملة فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى ستجرى فى 6 نوفمبر المقبل، والتى يمكن أن تمكن خصومه الديمقراطيين من أغلبية بمجلسى الكونجرس (النواب والشيوخ) تكفى للشروع فى بدء إجراءات عزله عن الرئاسة.

فقد حذر ترامب من أن «الاقتصاد الأمريكى سوف ينهار فى حال تم عزله» وخاطب الأمريكيين فى مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» الأمريكية قائلاً: «أقول لكمإنه فى حال تم عزلى اعتقد أن الأسواق ستنهار.. أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جداً». لم يكتف ترامب بذلك فى محاولة منه لقطع الطريق على تداعى أحداث الفضائح والتحقيقات التى أخذت تهدده، ووصل الأمر إلى التهديد باندلاع أعمال عنف فى حال خسارة الجمهوريين لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس، حسب ما كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية نقلاً عن تسجيل صوتى سرى من داخل البيت الأبيض لاجتماع مغلق عقده ترامب مع أكثر من مائة قيادة للمسيحيين الإنجيليين (تيار الصهيونية المسيحية الأقوى دعماً لإسرائيل فى الولايات المتحدة). فى هذا الاجتماع خاطب ترامب هؤلاء القادة «الحلفاء» محذراً من خطر فوز الديمقراطيين بأغلبية الكونجرس وقال: «إنهم (الديمقراطيون) سيقلبون كل ما حققناه، وكل شئ فعلناه، إنهم سيفعلون ذلك بسرعة وبعنف، بل وبكل عنف، نعم سيكون هناك عنف»، واختتم تحذيره وتحفيزه لقادة تيار المسيحية الإنجيلية بقوله «إن جزءاً من هذه الأحداث سيقع بسبب بعض الأشياء التى فعلتها لكم (ربما يقصد الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى ونقل السفارة الأمريكية إليها)، ولعائلتي، وما فعلته فى نهاية المطاف من أجلكم»، وأكد أن «السادس من نوفمبر المقبل (موعد إجراء انتخابات التجديد النصفى للكونجرس) سيكون بمنزلة استفتاء ليس على مجرد شخصى كرئيس للبلاد، وإنما على دينكم»، وحمل هؤلاء القادة مسئولية «حمل أنصارهم على النزول إلى الشوارع والتصويت لمصلحة الحزب الجمهوري». شعور ترامب بالخطر يتفاقم مع تواتر سقوط رجاله المقربين فى كوارث وجرائم قانونية وعزم بعضهم على تبرئة نفسه بالاعتراف عليه، كما هو حال محاميه السابق مايكل كوهين الذى اعترف بأنه دفع أموالاً للمرأتين من صندوق الحملة الانتخابية بعلم ترامب لإسكاتهما، فقد كشف «لانى ديفيس» محامى كوهين أن موكله يمكن أن يكون مفيداً للمدعى الخاص روبرت موللر المكلف بالتحقيق المتشعب فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، واحتمال وجود تواطؤ من فريق حملة ترامب مع روسيا للتأثير على نتيجة الاقتراع، وقال لشبكة «إم أس إن بى سي» الأمريكية أن «ثمة إفادات يمكن أن يدلى بها كوهين تظهر أن ترامب كان على علم بالحملة الإلكترونية الروسية للتأثير على الانتخابات». المثير فى الأمر أكثر، وما يزيد الخطر الذى يشعر به ترامب ويشعره بالقلق هو تشديد ديفيس على أن كوهين الذى أقر بتزوير حسابات مصرفية وارتكاب انتهاكات فى تمويل حملة الانتخابات «لن يقبل بأى عفو من الرئيس». موضحاً أن كوهين «لا يأمل فى الحصول على العفو بل إنه لن يقبله، وأنه اختار أن يقول، من الآن فصاعداً الحقيقة فقط عن الرئيس».

تطورات وأحداث تؤكد أن ما هو قادم هو الأسوأ بالنسبة للرئيس الأمريكي، والمعنى واضح وهو أن عالم دونالد ترامب قد انتهى ويبقى بعد ذلك ما هو أهم وما يجب أن يشغلنا ويشغل كل العالم وهو: ماذا بعد رحيل دونالد ترامب؟

توجد أسئلة كثيرة من المؤكد أنها ستفرض نفسها حتماً من نوع: ما هى مآلات السياسة العدوانية الأمريكية ضد الحلفاء الأوروبيين؟ وما هى خيارات واشنطن المستقبلية مع إيران؟ وكيف سيكون حال الدول العربية الخليجية التى أسرفت فى المراهنة على ترامب كحليف ضد إيران، خاصة أن دعوة ترامب لتأسيس تحالف أمريكي- خليجى ضد إيران على غرار حلف الناتو مازالت فى مهدها؟ وما هى خيارات هذه الدول وخاصة ما يخص الأمن الخليجى بعد رحيل ترامب؟ لكن الأهم هو رهانات إسرائيل على ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، خصوصاً مع الانهيار المؤكد لما سمى بـ «صفقة القرن». أكثر ما يلفت الانتباه بهذا الخصوص ما ذكرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بقولها إنه «فى حالة محاكمة الرئيس الأمريكى فإن التحقيقات ضد مايكل كوهين محامى ترامب السابق والناشر ديفيد بيكير صاحب شركة أمريكان ميديا»، وآلن وايسلبرج المدير المالى لمؤسسة ترامب ستصعد حملة كراهية ضد اليهود فى أمريكا، وذلك لأن الثلاثة رجال الخاضعين للتحقيق هم من اليهود البارزين فى المجتمع الأمريكي»، ما يعنى أن الخطر على ترامب قد يمتد إلى حلفائه، وهم كثر، سواء داخل أمريكا أم خارجها، وهم أول من يعنيهم البحث فى عالم ما بعد دونالد ترامب.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم ما بعد دونالد ترامب عالم ما بعد دونالد ترامب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon