بقلم-محمد حسن البنا
قد يري البعض أن النائب الذي تقدم باستقالته من مجلس النواب راغب في الشهرة، ولكنني أعترض علي ذلك، لأن من حق النائب الذي يري أن كلامه تحت القبة بلا فائدة، أن ينأي بنفسه، وأن يستقيل طالما لم يستطع أن يوفي بمسئولياته، وأنا أصدق النائب الذي قال في خطاب استقالته »إن حادث مصرع طفلين داخل بالوعة صرف صحي حادث جلل، ومأساوي، وفي ضوء المسئولية الملقاة علي عاتقنا بحكم الدستور ولائحة مجلس النواب، وفي ضوء اليمين الذي أقسمناه أمام الله وأمام الشعب بأن أرعي مصالحه رعاية كاملة، فإنني أخشي أن أتقدم بأدواتي البرلمانية لمحاسبة المقصر في الواقعة، وتلقي مصير أدواتي البرلمانية السابقة التي لم تناقش من قبل، وأصبحت أدواتي البرلمانية غير ذي جدوي، ومن ثم أخشي أن يفلت بذلك الجناة والمقصرون من العقاب، وأصبح من المقصرين أمام الله والشعب، وفرطت بحكم مسئوليتي البرلمانية في أرواح هؤلاء الأطفال الأبرياء، وعليه أتقدم باستقالتي».
صحيح أن النائب طلعت خليل، عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، تقدم باستقالته من البرلمان، عبر جروب أعضاء مجلس النواب علي »الواتس آب»، ثم أعدها مكتوبة، واتصل بالأمين العام للمجلس المستشار أحمد سعد الدين الذي أبلغه أنه غير متواجد بالبرلمان نتيجة إجازة العيد، وطلب منه تأجيلها لبعد عيد الأضحي المبارك. الاستقالة، كما يقول النائب »احتجاجاً علي غرق طفلين في بالوعة غير مغطاة أمام مساكن 24 أكتوبر بحي فيصل بالسويس». قال النائب إن الحادث كشف عن تدهور الخدمات والإهمال والفساد بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركاتها التابعة، وأضاف أنه تقدم خلال دورات الانعقاد الثلاث بأكثر من 37 طلب إحاطة، وبيانات عاجلة واقتراحات برغبة، وأسئلة، واستجوابين، ولم يهتم أحد بها.
نحن للأسف لم نتعود علي مثل هذه الاستقالات الإحتجاجية، رغم أنها الأخطر، لأنها تنبهنا إلي موضع خلل في عمل ما، يستوجب السعي لإصلاحه.
دعاء : رﺑﻨﺎ أﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ أﻫﻠﻬﺎ واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ وﻟﻴﺎ واﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﻧﺼﻴﺮا.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع