توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدوان التركى والردع العربى

  مصر اليوم -

العدوان التركى والردع العربى

بقلم: طلعت إسماعيل

جميل أن يهب العرب ويقرر مجلس جامعتهم على مستوى وزراء الخارجية، «النظر فى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركى على سوريا، بما فى ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكرى ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا».
مجرد «النظر فى اجراءات» ضد «الغزو» التركى خطوة على طريق تقاعس العرب عن سلوكه لا نقول بشأن الهجوم التركى على سوريا، بل لمنع الحالة التى وصلت إليها سوريا ذاتها بعد سنوات من صراع الأمم والشعوب من كل جنس ولون فوق أرض عربية!
اليوم نرى دموع التماسيح تخرج من هنا وهناك تتباكى على تخريب سوريا التى ساهمت بعض الأيادى العربية للأسف فى تمزيق أرضها التى تحولت مناطق منها إلى ما يشبه الجبن السويسرى المثقوب، فهذا «داعشى» وذاك «ديمقراطى» وهذا «حر» وذاك «نصرة»، وهذا «موالى» وذاك «معارض»، وإلى غير ذلك من المسميات التى تشكل أغطية لنفوذ القوى الإقليمية والدولية التى جاءت للتعارك فوق جثث الأشقاء السوريين.
لا نقلل من الخطوة التى اتخذها وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ بمقر الجامعة فى القاهرة قبل أيام ضد العدوان التركى على الأراضى السورية بوصفه «خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن» التى تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، واعتبار «الغزو» التركى تهديدا مباشرا للأمن القومى العربى، إذا ما اتبع هذه الخطوة موقف أكثر صلابة وقوة، لا يقتصر على التلويح بخفض العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع تركيا.
هل مقبول أن ينتظر العرب اتخاذ إجراءات بينما دول غير عربية، مثل فرنسا على سبيل المثال تعلق مبيعات السلاح لأنقرة، محذرة تركيا من أن هجومها على شمال سوريا يهدد الأمن الأوروبى، بالتزامن مع حظر ألمانيا تصدير الأسلحة للاتراك؟!
ومع ذلك لا يجب أن يعول العرب على المجتمع الدولى والأمم المتحدة كثيرا إذا كانوا جادين فى الوقوف إلى جانب سوريا، وألا يكون لديهم أوهام بمساعدة الغير، فلن يحك جلدك مثل ظفرك، ولا بد من اجراءات عربية عملية تردع «الغازى» التركى، وتمنع سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، ونزوح آلاف البشر من بيوتهم، وهو ما يتطلب امتلاك برنامج واضح يتم تنفيذه بشكل «عاجل»، من خارج عباءات بيانات الشجب والادانة.
أمام العرب مساحات شاسعة لردع العدوان التركى، ومنع المزيد من تدهور الوضع الإنسانى المتفاقم أصلا منذ سنوات فوق الأراضى السورية، جراء التواجد العسكرى المباشر للقوى الأجنبية التى جاءت من الغرب والشرق، حليفة كانت أم عدوة، فالمحصلة الكارثية على الشعب والدولة السورية ساهم فيها «العدو» و«الصديق» على السواء.
«العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء فى جامعة الدول العربية» يقول بيان وزراء الخارجية العرب، فهل مطلوب أن نصل إلى الحلقة الأصعب وهى تنفيذ تركيا لخطتها بفرض«منطقة آمنة» بطول 400 كيلومتر وعمق 32 كيلومترا فى قلب الاراضى السورية حتى نتخذ الإجراء الصحيح والمطلوب؟
نعم الوضع معقد فوق الأرض، فى ظل التشابكات والنيران المتقدة على الأرض، ليس سهلا اتخاذ قرار قد يقلب موازين القوى لصالح اطراف قد لا تكون فى مصلحة الحكومة السورية، لكن الإرهاب واضح والعدوان معروف العنوان، وعلى العرب أن يكونوا أكثر شجاعة وجرأة فى مساندة الدولة السورية على حساب الميليشيات التى ساهمت للأسف بعض الأطراف العربية فى صنعها.
حان الوقت لاستعادة سوريا مقعدها فى الجامعة العربية، وحتى لا يكون الحديث عن نصرة دمشق مجرد مناكفة لـ«الغازى» التركى، فردع العدوان، والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضى السورية، لن يحدث إلا مع رفع شعار «قلبى مع سوريا وسيفى لها».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدوان التركى والردع العربى العدوان التركى والردع العربى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon