بقلم-نيوتن
قدم المخرج الأمريكى أوليفر ستون الحائز على 3 جوائز أوسكار أغلى نصيحة لفنانى هوليوود. فى خطاب تاريخى أريد أن أشارككم إياه قال فيه:
«سيكون تقصيراً منى. وأنا فى نهايات رحلتى فى هوليوود إذا لم أُذكِّركم- خاصة الشباب منكم- بأنه يمكنكم أن تنتقدوا حكومتكم ومجتمعكم. لستم مضطرين للتأقلم مع الأوضاع والظروف الجارية. من الرائج حالياً انتقاد الجمهوريين ومعهم ترامب. لكن هذا ليس نهاية المطاف. فعليكم دائماً أن تتذكروا الآتى:
فى الحروب الثلاثة عشر التى خضناها فى آخر 30 سنة. وكلفتنا مبلغ 14 تريليون دولار. ومئات الآلاف من الأرواح التى قضت نحبها على هذه الأرض. تذكروا أن كل هذا لم يكن مسؤولية قائد واحد. بل نظام يتناوب علينا من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. ويمكن أن نسميه ما نشاء: الصناعة العسكرية، الأمن، المال، الإعلام، أو خليطاً من كل هذا. فهو نظام راسخ ظل وسيظل قائماً. فيه مَن يبرر هذه الحروب ويعتبرها عادلة. باسم عَلَمنا الذى يرفرف عالياً فوق الرؤوس. ربما تكون دولتنا قد أصبحت أكثر ازدهاراً للعديدين. أصبحت مصدراً للثراء.
ولكن باسم هذه الثروة لا يمكننا تبرير نظامنا بأنه مركز القيم للعالم. بينما نستمر فى شن حروب تدمر فى العالم. لا حاجة للحديث عن ضحايا هذه الحروب. ولكننا نعلم أننا تدخلنا فى شؤون أكثر من 100 دولة. من غزو وتغيير أنظمة وفوضى اقتصادية. بين الحروب الهجينة والحروب الناعمة. أياً كان اسمها فهى حرب من نوع ما. فى النهاية أصبح نظامنا يقود لموت الكوكب وانقراضنا جميعاً. إذا شاركتنى لتحارب هؤلاء كما فعلت أنا طوال حياتى. فيجب أن تعلم أنها لعبة مُتعِبة. وفى الأغلب ستتلقى الصفعات. ورغم كل النقد والإهانة التى سوف تتلقاها. رغم الإطراء كذلك- إن وُجد- تذكّر أنك إذا كنتَ تؤمن بما تقوله. وقادراً على التمسك به. فسوف يمكنك تحقيق فارق».
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نيوتن: هذه صورة أشعة تكشف أمريكا من الداخل. دولة تُعلى المصلحة دائماً فوق المبادئ.
أوليفر ستون ينتقد أمريكا فى عمق منظومة القيم لديها. يخجل من غيابها. يحارب من أجل ترسيخها فى مجتمعه. إنه عقل المبدع المثالى. بل نموذج للفنان والمثقف العضوى المتفاعل مع قضايا المجتمع.