توقيت القاهرة المحلي 09:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى من يستمع الرئيس؟!

  مصر اليوم -

إلى من يستمع الرئيس

بقلم : شريف عارف

 تابعت مقالكم الشيق قبل أيام تحت عنوان «حديث الرئيس.. والكلام الآخر». كان حديث الرئيس مع المخرجة ساندرا نشأت مختلفاً بالفعل. نعم عاد إلينا الصديق الودود البسيط الصادق، وكأنه- كما قلت- يتحدث مع كل شخص منا منفرداً.

وحقيقة فى هذا الحوار المثير للجدل، لم أعط رأياً نهائياً. قرأت وجهة نظرك وأحترمها، واستمعت إلى آراء متباينة من أصدقاء من مختلف الشرائح وأقدرها. البعض تحدث عن «إعداد مسبق» لأسئلة وإجابات الحوار، والبعض الآخر تحدث عن أداء «تمثيلى» واستخدام لأدوات فنية سينمائية فى التأثير.. وكل ذلك ليس عيباً ولكنه من «أبجديات العمل» وعناصر القوة. إنما يبقى «المحتوى» هو محور الحديث الذى يجب ألا نحيد عنه.

نقاط مهمة تطرق إليها الحوار، يجب ألا تمر مرور الكرام. فلأول مرة يتم طرح عناوين جديدة فى حوار مع الحاكم، تحمل مفردات كانت- ولاتزال- فى كثير من وسائل الإعلام من «المحظورات»، منها مثلاً الحديث عن «النظام العسكرى» وتدخل الجيش فى الاقتصاد. والحديث عن ميزانية الجيش نفسه. إعلام «التطبيل» والمدح بإيقاعات ومستويات ضجيج فوق المطلوب. ضرورة أن يكون هناك رأى آخر و«شخص تانى». الحديث عن عمل «جماعى» لا «شخصى»!.. وبغض النظر عن إجابات الرئيس السيسى، فإن هذه العناوين وهذه المحاور لم تُطرح بالفعل من قبل، وهى تستحق أن تكون نقطة انطلاق لحوارات أخرى أكثر جرأة وانفتاحاً فى المستقبل.

سأتوقف أمام عنوان واحد، مضمون محتوى التقارير التى يطلع عليها السيد الرئيس. طرح جديد ومبسط وعميق، وأعتقد أن طرحا بهذا الشكل يعنى أن هناك «رسائل» كثيرة تصل، وهناك من يدقق ويرصد ويقول رأيه، وهو ما يقتضى «أمانة التوصيل» قبل «التجويد» فى الكتابة والشرح، وهى قضية تمثل أخطر ما تعانيه مصر على مدى قرون.. ربما كانت لها آثارها السلبية الكبيرة بعد ثورة يوليو 1952!.

فى براعة تنقل المخرجة «ساندرا» سؤالاً ربما يطرحه كثيرون ولا يستطيع الإعلام أن يتناوله- للأسف- عندما تساءلت عن «من ينقل لك نبض الناس؟» قائلة: «أنا مش متخيلة رئيس ممكن تتنقل له صورة غلط.. أنا مش متخيلة رئيس يمكن يقع فى الفخ ده».. فكان رد الرئيس: هناك من يكون هدفه «إحنا مش عايزين نزعله»!.

فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، كنت أخطو خطواتى الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة، وتقابلت فى ندوة سياسية ببلدى بورسعيد مع الكاتب الكبير الراحل الأستاذ مصطفى شردى، وتحدث فى هذه الندوة عن «أمانة كتابة التقارير التى تصل إلى الرئيس».. تحدث شردى قائلاً: «عندما قابلت الرئيس مبارك قلت له: إنت عارف إن واحداً من التقارير التى يكتبها رجال زكى بدر- وزير الداخلية الأسبق- بين يدى، وغالبيتها تحمل مبالغات والحديث عن خلافات بينى وبين رئيس حزب الوفد- فؤاد سراج الدين- وصلت إلى حد أنه طردنى من مكتبه.. كل هذه أكاذيب!».. ويكمل «شردى»: «فوجئت بمبارك يطلق ضحكة عالية.. قائلاً: ومين قالك إنى باصدق كل التقارير اللى بتجينى؟!».

أزمتنا- على مدى عقود مضت- ليست فى التقارير، ولكن فى «التجويد» والتحليل المبالغ فيه، الذى ربما يروح فى سبيله الكثير من الضحايا الأبرياء!.

نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى من يستمع الرئيس إلى من يستمع الرئيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon