العنصرية مرض خطير. يصيب الإنسان كجماعات وليس كأفراد. العالم ملىء بمظاهر العنصرية. عنصرية ضد النساء. ضد الملونين. ضد الإثنيات العرقية. ضد الأقليات الدينية.
مع الوقت تنزاح هذه العنصرية بالتدريج. جزئيا عندما نرى نساء يحكمن العالم. مثلما رأينا أنديرا غاندى فى الهند. وبى نظير بوتو فى باكستان. وسيريمافو باندرانايكا فى سريلانكا. ومارجريت تاتشر فى إنجلترا. والآن ميركل وتريزا ماى وغيرهن الكثير.
تتوارى العنصرية كذلك ضد الملونين فى الولايات المتحدة. كانت بعض المحلات فى أمريكا تضع لافتات: «ممنوع دخول الكلاب والسود». انتهت بأن تولى «أوباما» السلطة. أصبح رئيس أكبر دولة فى العالم. من أصل أفريقى.
البيض فى جنوب أفريقيا كانوا يعاملون السود كالعبيد. مانديلا ظل 28 سنة فى السجن. كل الرؤساء من بعده جاءوا من السود.
المسلمون فى بريطانيا كانوا يعانون من اضطهاد. بسبب أحداث عنف وقعت من بعضهم. مع ذلك الآن عمدة لندن «صادق خان» مسلم من أصل باكستانى. وزير داخلية بريطانيا ساجد جاويد مسلم أيضا من أصل باكستانى.
التطور يقضى على العنصرية التى تقف حجر عثرة أمام أى تقدم يلوح للمجتمع.
فى مصر؛ كان المسلمون والأقباط بل اليهود يعيشون حياة واحدة. زملاء فى المدرسة أو جيران فى المنزل. يشتغلون بالزراعة والتجارة. بل إن الأجانب انصهروا فى المجتمع المصرى وصاروا يعيشون حياة طبيعية. فى الريف والمدن بالتدريج طاردنا الأجانب بالحراسات والتأميم حتى هربوا من مصر. بالتدريج بدأنا نأخذ موقفا من الأقباط. رغم أنهم جزء أصيل من المجتمع. نفس اللون والبشرة والشكل. لا يتميزون بشىء.
بدأنا ننظر لهم نظرة مختلفة. نحرق كنائسهم. نعتدى على طقوسهم وأعيادهم. حتى وصل الأمر إلى الحديث عن تحريم تهنئتهم بالأعياد.
هذه العنصرية تحرمنا من كفاءات كثيرة.
أول رئيس وزراء لمصر «نوبار باشا» كان مسيحيا.
صليب باشا سامى كان وزيراً للحربية ثم الخارجية.
ثم أخذت العنصرية تأخذ شكلا اجتماعيا. ضد رجال الأعمال. ضد الأغنياء بصفة عامة.
التاريخ يؤكد أن من بنى أمريكا هم رجال الأعمال. من بنى مصر التى نعيش فيها اليوم هم مجموعة ممن تم وضعهم تحت الحراسة والتأميم. مصانعهم وشركاتهم وما صنعوه لمصر مازال موجودا وحاضرا. كانوا أساس النهضة المصرية. سبقنا بهم بلادا كثيرة. سبقنا بهم اليابان وإسبانيا ومعظم دول آسيا.
اليوم ظهر جيل جديد من رجال الأعمال.
من يرتكب منهم أى مخالفة يجب أن يحاسب. لكن فى الوقت نفسه من يشيد ويبنى فى البلد يجب أن نشكره. حتى نزيل مظهرا آخر لمرض التعصب.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع