توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية جورنال «The post»

  مصر اليوم -

حكاية جورنال «the post»

بقلم - نيوتن

شاهدت مؤخراً فيلماً سينمائياً فى عرضه الأول.. اسمه «The post» اختصاراً لاسم صحيفة «الواشنطن بوست». السيدة التى كانت على رأس الجريدة اسمها «كاثرين جراهام». قامت بدورها الممثلة الشهيرة جداً «ميريل ستريب». الجريدة التى أسَّسها جَدُّها آلت إليها. كانت الند والمنافس لجريدة «نيويورك تايمز».

السيدة مالكة «الواشنطن بوست» كانت تعيش معركة الخروج من أزمة الجريدة المالية. بطرح أسهم الجريدة فى بورصة نيويورك. نجحت فى الطرح. وجذب مساهمين للدخول فيها. مع احتفاظها بحصة حاكمة. لكن مع هذا الطرح. كان هناك شرط احترازى يسمح للمساهمين بالتراجع عن مساهمتهم خلال أسبوع إذا حدث شىء مفاجئ.

الآن إليكم ما حدث خلال ذلك الأسبوع الحرج:

أحد الصحفيين يحصل على أوراق عسكرية سرية من داخل البنتاجون. تتعلَّق بحرب فيتنام. التى تجاوز فيها عدد الضحايا من الأمريكان 57 ألف قتيل. هذا بخلاف المصابين. ووصل عدد الضحايا من الفيتناميين إلى مليون ومائة ألف قتيل فضلاً عن 13 مليون لاجئ.

الخطير فى التقرير الذى قدمه «روبرت ماكنمارا» ـ قبل أن يصبح وزيراً للدفاع - تأكيده على أنها حرب خاسرة. لن تستطيع أمريكا الانتصار فيها أبداً. مع ذلك تبنَّاها الرؤساء جميعاً. واحداً تلو الآخر: ترومان. أيزنهاور. كينيدى. جونسون. وأخيراً نيكسون.

الجميع يعلمون الحقيقة. بينما الجميع يخفون الحقيقة عن الشعب.

حصلت «النيويورك تايمز» على جزء يسير من هذه التسريبات. قامت بنشرها كسبق صحفى. نيكسون - وكان عنيفاً - ثار بسبب ما نُشر فى «النيويورك تايمز». تقدَّم بطلب للقضاء لإيقاف الجريدة التى بدأت فى النشر. بالفعل النائب العام الأمريكى أصدر قراراً بإيقاف جريدة «النيويورك تايمز» لمدة شهر. تقدَّمت الجريدة بتظلُّم أمام المحكمة العليا.

وفى ذات الوقت وبمجهود مُضْنٍ حصلت «الواشنطن بوست» على معظم هذه التسريبات من مصدرها الأساسى.

هنا أصبحت «الواشنطن بوست» بين نارين. لديها ما تنشره لتلحق بما انفردت به غريمتُها ويزيد. فى الوقت نفسه تخشى نفس المصير القانونى بأن تتعرَّض للإيقاف. وهنا ستخسر مساهميها الجدد الذين سينقذونها من الإفلاس.

رئيس التحرير كان يرى النشر فوراً. لإنقاذ سُمْعة الجريدة مهنياً. خالفه مجلس الإدارة بكامله وكان يرى عدم النشر. للحفاظ على مستقبل الجريدة وإنقاذها من الإفلاس.

أصبح القرار الأخير للسيدة مالكة الجريدة. راجعت هى الموقف. اكتشفت أن جَدَّها لم يترك لها جريدة فقط. ترك لها رسالة أهم كثيراً من الجريدة ذاتها. لذلك انحازت لرأى رئيس التحرير. قرَّرت النشر الفورى وليكن ما يكون.

بذلك انطبق على الجريدة ما انطبق على «النيويورك تايمز». ذهبتا معاً إلى المحكمة العليا. جلس ممثلا الجريدتين على مقعد الاتهام نفسه. ثم جاء الحكم.. حيثياته تقول: إن حرية النشر يحميها التعديل الأول فى الدستور الأمريكى. ينص على أنه من حق كل أمريكى أن يعرف كل شىء عن بلده. وجاء فيه أيضاً: «إن الجرائد تجىء خدمة للمحكوم وليس خدمة للحاكم». بذلك خرجت الجريدتان منتصرتين فى هذا الموقف الرهيب. تمسَّك المساهمون الجدد فى «الواشنطن بوست» بمساهماتهم. كانت هذه الواقعة عام 1969. مازالت «الواشنطن بوست» تقوم بمهمتها ورقياً ورقمياً منذ هذا اليوم. لم تعد جريدة محلية تخدم منطقة واشنطن. لكنها أصبحت جريدة الولايات جميعاً. إلى أن التهمها مؤخراً الديناصور المسمى «أمازون». لكنه لا يزال حريصاً على استمرار الرسالة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية جورنال «the post» حكاية جورنال «the post»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon