توقيت القاهرة المحلي 05:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية جورنال «The post»

  مصر اليوم -

حكاية جورنال «the post»

بقلم - نيوتن

شاهدت مؤخراً فيلماً سينمائياً فى عرضه الأول.. اسمه «The post» اختصاراً لاسم صحيفة «الواشنطن بوست». السيدة التى كانت على رأس الجريدة اسمها «كاثرين جراهام». قامت بدورها الممثلة الشهيرة جداً «ميريل ستريب». الجريدة التى أسَّسها جَدُّها آلت إليها. كانت الند والمنافس لجريدة «نيويورك تايمز».

السيدة مالكة «الواشنطن بوست» كانت تعيش معركة الخروج من أزمة الجريدة المالية. بطرح أسهم الجريدة فى بورصة نيويورك. نجحت فى الطرح. وجذب مساهمين للدخول فيها. مع احتفاظها بحصة حاكمة. لكن مع هذا الطرح. كان هناك شرط احترازى يسمح للمساهمين بالتراجع عن مساهمتهم خلال أسبوع إذا حدث شىء مفاجئ.

الآن إليكم ما حدث خلال ذلك الأسبوع الحرج:

أحد الصحفيين يحصل على أوراق عسكرية سرية من داخل البنتاجون. تتعلَّق بحرب فيتنام. التى تجاوز فيها عدد الضحايا من الأمريكان 57 ألف قتيل. هذا بخلاف المصابين. ووصل عدد الضحايا من الفيتناميين إلى مليون ومائة ألف قتيل فضلاً عن 13 مليون لاجئ.

الخطير فى التقرير الذى قدمه «روبرت ماكنمارا» ـ قبل أن يصبح وزيراً للدفاع - تأكيده على أنها حرب خاسرة. لن تستطيع أمريكا الانتصار فيها أبداً. مع ذلك تبنَّاها الرؤساء جميعاً. واحداً تلو الآخر: ترومان. أيزنهاور. كينيدى. جونسون. وأخيراً نيكسون.

الجميع يعلمون الحقيقة. بينما الجميع يخفون الحقيقة عن الشعب.

حصلت «النيويورك تايمز» على جزء يسير من هذه التسريبات. قامت بنشرها كسبق صحفى. نيكسون - وكان عنيفاً - ثار بسبب ما نُشر فى «النيويورك تايمز». تقدَّم بطلب للقضاء لإيقاف الجريدة التى بدأت فى النشر. بالفعل النائب العام الأمريكى أصدر قراراً بإيقاف جريدة «النيويورك تايمز» لمدة شهر. تقدَّمت الجريدة بتظلُّم أمام المحكمة العليا.

وفى ذات الوقت وبمجهود مُضْنٍ حصلت «الواشنطن بوست» على معظم هذه التسريبات من مصدرها الأساسى.

هنا أصبحت «الواشنطن بوست» بين نارين. لديها ما تنشره لتلحق بما انفردت به غريمتُها ويزيد. فى الوقت نفسه تخشى نفس المصير القانونى بأن تتعرَّض للإيقاف. وهنا ستخسر مساهميها الجدد الذين سينقذونها من الإفلاس.

رئيس التحرير كان يرى النشر فوراً. لإنقاذ سُمْعة الجريدة مهنياً. خالفه مجلس الإدارة بكامله وكان يرى عدم النشر. للحفاظ على مستقبل الجريدة وإنقاذها من الإفلاس.

أصبح القرار الأخير للسيدة مالكة الجريدة. راجعت هى الموقف. اكتشفت أن جَدَّها لم يترك لها جريدة فقط. ترك لها رسالة أهم كثيراً من الجريدة ذاتها. لذلك انحازت لرأى رئيس التحرير. قرَّرت النشر الفورى وليكن ما يكون.

بذلك انطبق على الجريدة ما انطبق على «النيويورك تايمز». ذهبتا معاً إلى المحكمة العليا. جلس ممثلا الجريدتين على مقعد الاتهام نفسه. ثم جاء الحكم.. حيثياته تقول: إن حرية النشر يحميها التعديل الأول فى الدستور الأمريكى. ينص على أنه من حق كل أمريكى أن يعرف كل شىء عن بلده. وجاء فيه أيضاً: «إن الجرائد تجىء خدمة للمحكوم وليس خدمة للحاكم». بذلك خرجت الجريدتان منتصرتين فى هذا الموقف الرهيب. تمسَّك المساهمون الجدد فى «الواشنطن بوست» بمساهماتهم. كانت هذه الواقعة عام 1969. مازالت «الواشنطن بوست» تقوم بمهمتها ورقياً ورقمياً منذ هذا اليوم. لم تعد جريدة محلية تخدم منطقة واشنطن. لكنها أصبحت جريدة الولايات جميعاً. إلى أن التهمها مؤخراً الديناصور المسمى «أمازون». لكنه لا يزال حريصاً على استمرار الرسالة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية جورنال «the post» حكاية جورنال «the post»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon