بقلم-نيوتن
الدعوة التى انطلقت لتجديد الخطاب الدينى أنا عكسها تماما. أتمنى تقديم الخطاب الدينى إلى ما كان عليه مثلا عام 1919. عندما كان الهلال يتعانق مع الصليب. نريد العودة بالخطاب إلى ما قبل «حسن البنا». قبل تحويل المسلمين إلى ميليشيات. أخشى عند تجديد الخطاب الدينى أن نستعمل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى فى نشر معلومات مغلوطة. وتفاسير لا علاقة لها بالمقاصد.
نريد الدين بمفهومه، الذى كان سائدا فى الماضى. الدين بعيون الشيخ محمد عبده وعلى عبدالرازق ورشيد رضا والأفغانى. الدين الوسطى الجميل الذى كان يحافظ على لحمة المجتمع. ويحميها من أى تشدد أو تعصب.
التطور قد يكون إلى الأفضل أو إلى الأسوأ. التطور لدينا جاء إلى الأسوأ. لذلك أخشى من فكرة تطوير الخطاب الدينى. تطوير قد يهوى بنا إلى أسفل السافلين. اهتمام الدولة بترميم الكنائس التى طالها ما تطور به فهم الدين لدى بعض المسلمين المغرر بهم هو خطوة للأمام. رفع الحجر غير المبرر على بناء الكنائس خطوة للأمام.
ليس هناك تحرج من أن يوظف مسلم قبطيا معه أو العكس. فى هذه الحالة الكفاءة هى المعيار. هكذا يفكر أصحاب الأعمال. لكن ما تطورت إليه الأمور اليوم جاء بالسلب.
الجزء العملى المطمئن هو زيارة رئيس الجمهورية للكاتدرائية. هذه خطوة هامة وعزيزة للأمام.
أرفض ما آلت إليه الأمور. حين أقرأ تفسير آية فى سورة الفاتحة «غير المغضوب عليهم ولا الضالين». البعض يستخدمها ليمنع تحية المسلمين لإخوتهم المسيحيين. ليمنع صباح الخير أو مساء الخير. ليمنع تهنئتهم بالأعياد. هم يحتفلون بميلاد سيدنا عيسى. هو عيدنا مثلما هو عيدهم بالضبط. الرسول سأل اليهود: لماذا تصومون عاشوراء؟. قالوا لأنه اليوم الذى نجّى الله فيه موسى من فرعون. فكان رد الرسول: «نحن أولى بموسى منكم». من وقتها وصيام عاشوراء سُنة.
نحن لا نريد شيئا جديدا. نريد استعادة ما كان. استعادة روح الدين الوسطى. الاستفادة بتعاليم الدين لتطوير حياتنا. بدلا من أن نجعله معوقا أو عقبة فى الطريق.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع