بقلم - نيوتن
فى أمريكا تظهر المبادئ الإنسانية السامية فقط إذا كانت تتحقق لها مصلحة مباشرة. تختفى تماما ويتم تجاهلها إذا تعارضت مع المصلحة الأمريكية. المعادلة بسيطة وبدائية للغاية. يلحظها كل من راقب السياسة الأمريكية وتوجهاتها فى منطقة الشرق الأوسط تحديدا.
يتم الاهتمام بالملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية، فور اكتشاف البترول لديه.
يتم احتضان إسرائيل ودعمها لأنها تعطى للوجود الأمريكى فى المنطقة سببا ومبررا.
بعدها يتم التغاضى عن حقوق اللاجئين. يتم تجاهل الاعتداء على الأراضى الفلسطينية.
هنا تختفى المبادئ وتسود المصالح.
اتخذت الولايات المتحدة حزمة من القرارات والإجراءات العقابية ضد إيران. تخارجت من اتفاقية وقعتها هى ودول حلف الأطلنطى وروسيا مع إيران. بخصوص البرنامج النووى الإيرانى. هنا يتوارى الالتزام بالاتفاقيات.
جاءت الدفعة الثامنة من هذه القرارات الأسبوع الماضى. أمريكا قررت حظر بيع البترول الإيرانى. باعتبار أن هذا سيضرب اقتصاد طهران. بالطبع هناك الكثير من البلاد مثل الصين ودول فى أوروبا لم تلتزم بهذا الحظر. الولايات المتحدة أصرت عليه. اعتبرته جزءا من مبادئها السياسية.
لكن بعد أن وجدت الإدارة الأمريكية أن قرار حظر بيع البترول الإيرانى أثر صعودا على السعر العالمى للبترول. ما سيؤثر بدوره على الناخبين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة فى نوفمبر المقبل. هنا بدأت تبحث رفع الحظر عن البترول. ورفعت الاعتراض على أى دولة تتعامل مع ايران فى البترول.
المسألة إذن مسألة حسابات. لا علاقة لها بالمبادئ أو الثوابت أو ما إلى ذلك. هى حسابات المكسب والخسارة، لا أكثر ولا أقل.
ترامب لم يضحك على أحد. لم يلجأ للتزييف أو الخداع. قال منذ البداية: «أمريكا أولا». كأنه اخترع شيئا جديدا. فأمريكا كانت أولا طوال الوقت مع أى رئيس أمريكى. حتى فى الحرب العالمية الثانية. تقاعست عن نجدة الحلفاء ضد هتلر وموسولينى. إلى أن أصيبت فى بيرل هاربر. فاضطرت إلى الدخول دفاعا عن مصالحها.
فما أجمل أن تكون المواقف والمبادئ مرنة مطاطة. هنا يتم توظيفها دائما فى خدمة المصلحة!!.
مع أن المفروض أن المبادئ تسود وتعلو فوق القيم المادية دائما. ولكن هذا أمر خارج قاموس القائمين على السياسة فى أمريكا.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع