بقلم-نيوتن
اليوم يواكب الذكرى المائة لميلاده. يطلقون عليه قائد العبور. لكنه قائد أكثر من عبور.
نعم، هو قاد العبور من مصر المحتلة إلى مصر المحررة. بعبور قناة السويس فى حرب أكتوبر 1973.
لكنه أيضا قاد عبور مصر من الحرب إلى السلام. منذ عام 1973 حتى اليوم. 45 عاما ومصر تنعم بسلام. لم تدخل حرباً فى بلدها أو خارج حدودها. نعمة لم ترها مصر لهذه المدة الطويلة من قبل. حتى فى عصر محمد على كانت مصر مشتبكة فى حروب كثيرة خارج حدودها.
كان قائد العبور بمصر من الحقبة الاشتراكية إلى عصر الاستثمار والاقتصاد الحديث. حين أسس هيئة استثمار المال العربى والأجنبى. كأنه بهذه الهيئة يرد الاعتبار للاستثمار والمستثمرين. أنصف ولو جزئيا من تعرضوا للضيم فى الماضى من مصادرات وفرض حراسات وتأميمات. فتح صفحة جديدة مع رواد الأعمال بما يحقق الازدهار للبلد.
لذلك هو قائد عبور مصر إلى الرخاء. هذه نقلة مختلفة عما فات كله.
عبر بمصر من النظام السلطوى الشمولى الذى كان يعتمد على الحزب الواحد ممثلا فى الاتحاد الاشتراكى. إلى نظام ليبرالى تمنى فيه وجود أحزاب تتنافس لتحقيق المصالح القومية.
هناك من يسعون إلى تشويه كل شىء. الانفتاح والعبور الاقتصادى أطلقوا عليه «انفتاح السداح مداح».
العبور العسكرى فى 73 هناك من يحاولون تشويهه بـ«الثغرة».
عبور السلام قامت ضده حرب ضروس. وصفوه بـ«الاستسلام».
والعبور إلى الليبرالية تم الالتفاف عليه بأحزاب ضلت الطريق إلى القصد منها. فلم يعد لها صدى فى الشارع أو فى دوائر القرار.
الانتقاد والتجريح دائما أسهل من إقامة واقع جديد.
الصغار يسعون دائما إلى الانتقاص من أصحاب الأعمال الكبرى.
لكن الأعمال الكبرى هى التى تبقى وتدوم بشهادة الجميع واعترافهم.
لذلك لا عجب أن يكرّمه العالم كله فى الذكرى المائة لميلاده.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع