بقلم-نيوتن
مملكة تايلاند التى كانت تعرف بمملكة سيام قديما هى آخر النمور الآسيوية. تقع جنوب شرق آسيا. ومعروفة بشواطئها الاستوائية وقصورها الفخمة وآثارها العتيقة ومعابدها البوذية التاريخية. العاصمة بانكوك بها أحدث البنايات العصرية إلى جوار البيوت القديمة التقليدية. عدد سكانها 70 مليون نسمة. الدخل القومى السنوى 450 مليار دولار. أى ضعف الدخل القومى فى مصر.
الاحتياطى لديهم يصل إلى 250 مليار دولار. التضخم 1%. نسبة البطالة 1.5%. كل عام يكون لديهم فائض فى الميزانية. وهو ما نتمنى من صميم قلبنا أن تصل إليه مصر ذات يوم.
تايلاند استعانت بالدكتور يوسف بطرس غالى لمعالجة مشكلة مستقبلية لديها. ترى.. إذا كان هذا الحال لديهم ما هى المشكلة التى يريدون معالجتها لكى يستدعوه ليقيم عندهم 19 يوما؟.
الحقيقة أن الذى استدعاه كان وزير المالية التايلاندى. الدولة استشرفت أن هناك مشكلة ستبدأ فى الظهور عام 2023. ستؤثر فى الموازنة العامة. المشكلة تتلخص فى تراجع النمو السكانى مع ارتفاع معدل متوسط الأعمار. عدد من سيحالون إلى المعاش عام 2023 سيتطلب مبالغ جسيمة. المشكلة ستتفاقم بحلول عام 2030. حل هذه المشكلة قد يبدو بسيطا. إذا قرروا زيادة الضرائب وتقليل الإنفاق. لكنهم أرادوا فنيا متخصصا يستطيع أن يضع توليفة مفصلة من قوانين الضرائب والمعاشات والضمان الاجتماعى. تواجه الأعباء الجديدة بإرادات جديدة لا ترهق الاستثمار وترفع معدلات النمو. وتعيد توزيع الإنتاج بين القطاعين العام والخاص. تماما مثل السياسات التى بدأ تطبيقها فى العقد الماضى فى مصر. وبدأت نتائجها تظهر قبيل ثورة 2011. لذلك استعانوا بيوسف بطرس. الرجل حين ذهب إلى هناك وجد فى وزارة المالية كوادر على أعلى مستوى. تدرك تماما خريطة الاستثمار ومعدلاته. كما تدرك طبيعة المشكلة المقبلة.
هكذا، هناك بلاد تتنبأ بمشاكلها القادمة بعد سنوات. يبدأون إجراءات عملية لمعالجة المشكلة قبل وقوعها. بل ليضمنوا عدم وقوعها من الأساس.
هنا لا نستشرف المشاكل. بل نحاول أن نعالج مشاكل تقادمت وتراكمت بمرور الزمن.
هذا هو السر فى دول قررت أن تكون بين النمور. ودول أخرى استسلمت للغفلة لتغتالها. ففوجئت بكوارث اكتشفناها فى الصحة والتعليم والدعم المبنى على غير أساس.
لذلك علينا أن نتحمل كل ما يترتب على المراجعة العاجلة لمشاكل غفلنا عنها لسنوات طوال.
فروق التوقيت بين دولة وأخرى يمكن أن تكون ساعات للأمام أو للوراء. لكن فى بعض الحالات يمكن أن تتجاوز عشرات السنين.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع