توقيت القاهرة المحلي 02:09:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مريم قُتلت مع سبق الإصرار!

  مصر اليوم -

مريم قُتلت مع سبق الإصرار

بقلم - حمدي رزق

مهم جداً الاطلاع مصرياً على التقارير والأوراق الطبية الخاصة بالمجنى عليها، مريم عبدالسلام، التى تُوفيت إثر الاعتداء عليها بالضرب فى بريطانيا. النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق- انطلاقاً من مسؤوليته القضائية الوطنية- طلب التقارير والأوراق البريطانية، وكلف بالاستعلام عن طبيعة الرعاية الصحية التى تم تقديمها لـ«مريم»، فى أعقاب الاعتداء عليها حتى الوفاة، ومراجعة جميع الإجراءات التى اتُّخذت فى ذلك الشأن.

الشق الطبى فى القضية مربط الفرس، كما تقول رسالة الدكتورة «ميرڤت شيخ العرب الصديق»، أستاذ أمراض النساء، الرسالة عبارة عن «بوست» نشرته على صفحتها الفيسبوكية، وطلبت نشره هنا ليصل إلى الكافة.

تقول الدكتورة ميرڤت: «أعلم أن صوت صفحتى محدود، خاصةً بعد أن استبعدت الكثير من ذوى الألسنة البذيئة والضمائر الواسعة والمعايير المزدوجة، ولذلك فما كتبت لن يصل لمَن يعنيه الأمر من أهل الضحية أو السلطات المصرية المعنية بالحفاظ على كرامة مواطنيها وحياتهم.. ولذلك أرجو الإشارة إليه أو نشره بالطريقة التى تراها، علماً بأنه رأى مهنى ومتخصص.

البريطانيون يتناولون حادث مريم- رحمها الله- بعنصريتهم المعهودة، وحجتهم فى ذلك أن مَن اعتدى عليها عصابة إناث من الضباع من أصل أفريقى.. بل إن بعضهم يتمادى ويقول: (اطردوا المهاجرين)!.

فإن كانت العصابة قد اعتدت على الضحية استعراضاً للإجرام والقوة لأن النظام القانونى فى بريطانيا سمح لهن بذلك، فقد قتلها الأطباء فى بريطانيا مع سبق الإصرار حين لم يقدموا لها الحد الأدنى من الرعاية الطبية، بل بالعكس تسببوا فى تدهور حالتها حتى الوفاة، وذلك يتناقض مع أبسط القواعد المهنية والأخلاقية والإنسانية.

(مريم) لم تَمُت كنتيجة مباشرة للاعتداء، ولكنها ماتت نتيجة الإهمال الطبى وعنصرية الأطباء حين أخرجوها يوم الحادث من المستشفى بمنتهى الاستهانة بألمها ومشاعر أسرتها، بل بحياتها، وحين كرروا الجريمة، فأخرجوها من العناية المركزة وهى تتنفس عن طريق أنبوبة شق حنجرى، وفى تقديرى أن السبب المباشر للوفاة صدمة ميكروبية وخلل فى تجلط الدم أدى إلى خليط من الجلطات والنزيف. (septic shock and DIC).

السعى وراء الفتيات غير مُجدٍ، إنما ينبغى أن يكون ذلك وراء وزارة الصحة البريطانية، فقد تم الاعتداء على الفتاة يوم 20 فبراير وتوفيت يوم 13 مارس، أى بعد ثلاثة أسابيع كاملة من الشقاء قضتها الضحية وأهلها حتى انتقلت إلى جوار ربها.. وأى سير فى طريق آخر سيكون، فى تقديرى، إضاعة للوقت ولن يؤدى إلى شىء».

ومن جانبنا، نقدر سعى النائب العام وطلب التقارير والأوراق الطبية الخاصة بالمجنى عليها، مريم عبدالسلام، بما فيها تقرير الصفة التشريحية لجثمان «مريم»، وأرجو ألا تماطل السلطات البريطانية فى تقديمها، وعلى «الخارجية» المصرية أن تضغط فى سبيل تمكين النائب العام المصرى من الحصول على التحقيقات كاملة غير منقوصة، هكذا يفعلون معنا ويضغطون من أجل مواطنيهم إذا عثرت قدم أحدهم فى حارة مزنوقة.

نعم «مريم» قُتلت فى الغربة ولكنها فى قلوبنا، «مريم» بنتنا وغالية علينا، وإذا كانت رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماى» قد قلبت الدنيا على روسيا لمحاولة اغتيال جاسوس روسى مزدوج على الأراضى البريطانية، فإن «مريم» البريئة تستحق أن نقلب من أجلها الدنيا لأنها راحت ضحية اعتداء بربرى وإهمال طبى يصل إلى حد القتل مع سبق الإصرار على الأراضى البريطانية.

بالمناسبة، ما هذا الصمت الرهيب الذى استولى على السفير البريطانى فى القاهرة، جون كاسن، تجاه قتل «مريم»، لا يتسق مع ثرثراته اليومية فى قضايا أقل أهمية وهامشية، السفير عامل فيها من بنها، ودن من طين وودن من عجين، غاب تماماً عن الصورة، «جون» يجيد فى الألعاب الرياضية، أما فى الحوادث الإجرامية يبلع لسانه.. «جون» أين أنت؟!.. لا أسكت الله لك صوتاً!.

 

نقلا عن المصرى اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم قُتلت مع سبق الإصرار مريم قُتلت مع سبق الإصرار



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 00:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
  مصر اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon