بقلم - حمدي رزق
يُقال فى الأقبية الإخوانية المسحورة إن وزير الأوقاف، الدكتور مختار جمعة، واقف كل جمعة زنهار وفى يده اليسرى stop watch، وهى ساعة مُصمَّمة لقياس مقدار الوقت المنقضى بين إقامة الصلاة وأذكار ختم الصلاة، وفى فمه صفارة حَكَم الساحة، وفى يمناه خَيْزُرانة جمل هربان من العربان.
يصورونه رقيبًا عتيدًا، يحسب الصلاة بالثانية، كم دقيقة صلاة، والمسافة الزمنية بين الأذان والإقامة، ومتوسط سرعة أداء الركعات وكم يستغرق التشهد الأخير.
فإذا ما بلغ الوزير الخبر اليقين عبر العَسَس البصّاصين يطلق من فوره صافرة طويلة، فتنطلق حملات التفتيش الأوقافية وبحوزتها الضبطية الإلكترونية، وفق إحداثيات Gps المساجد.
فإذا خطيب وإمام زاوية تحت الربع على ناصية الحارة المزنوقة جاوز المدى الزمنى.. تنطلق العَسَس من فورها، تجلب الإمام من الجلباب، وتشنطه على الفلكة، ويمده الوزير بالخيزرانة حتى تدمى قدماه!.
الخبَل الإخوانى بلغ مبلغه، والعبث السلفى زاد وغطى، بهدف ضغط الوزير لضغط الحكومة دينيًّا بغرض سياسى مفضوح، ولن يُجدى نفعًا، كان بقرش وخلص، المساجد تحررت من الاحتلال الإخوانى ولن تسقط فى عبّ السلفية مجددًا.
الوزير جمعة أعلنها صراحة أن «تلك الحملات لن تزيده إلا صلابة فيما يؤمن به ونذر له نفسه ووقته ووزارته المؤتمَن عليها».
الوزير جمعة مُستَهدَف، يتربص به أعداؤه، حلف شيطانى مؤلَّف من إخوان وسلفيين موتورين، والمثل الشعبى يقول بالفم المليان: «اتْلَمّ المتعوس على خايب الرجا»، وترجمته سياسيًّا اتْلَمّ الإخوانجى على السلفنجى لوصم الوزير بما هو براء منه، هوه فيه وزير أوقاف يجاهر بالتضييق على عباد الله الصالحين؟!.
العدائيات الموجَّهة تتشكل مع كل قرار يستهدف إعادة المساجد إلى سيرتها الأولى، دُور عبادة ودرس وصلاة وتلاوة دون استباحة سياسية من جماعات تستهدف الدولة المصرية وتتخذ من المساجد ستارًا لعمليات التجنيد، وشهدنا فصولًا حزينة سبقت كانت حرمة المساجد مستباحة من زعران الجهاديين.
الحملة ظاهريًّا تستهدف وزير الأوقاف، مُستَهدَف ولكن السهم يجاوز رأسه إلى هدف ليس خافيًا على لبيب، واللبيب من اتجاه السهم يفهم، مُستَهدَف الحكومة، وفى الأخير القيادة السياسية، يرجمونها بإشاعات مؤلَّفة من كذب بواح، يستبيحون الكذب، والكذب فى رمضان حرام، ولو غبّر أحدهم قدميه إلى المسجد القريب على الناصية لاستغفر لذنبه فيما ظن فى وزير الأوقاف.
المساجد والحمد لله منورة بالمصلين جماعات لأداء الصلوات على وقتها، والأذان يصدح، فى الغالب أذان موحد يُطرب الأسماع، وصلوات التراويح رغم الوباء تجمع الطيبين طوال الشهر الفضيل.
ما تقدم فى ميزان وزير الأوقاف رغم أنف الإخوانجية والسلفنجية، والمُدّعين حرية العبادة، وهم لا يركعونها أصلًا (جماعة) مع عموم المسلمين، يصلونها فى جماعة الإخوان وكذا يفعل السلفيون.
خلاصته، حملة الكراهية تستهدف الدولة المصرية فى دينها، حتى مشروع إعمار «مساجد آل البيت» لم يسلم من ألسنتهم، الحملة الممنهجة زعمت فى موجتها التشكيكية الأولى هدم المساجد، وفشلت أمام جملة افتتاحات غير مسبوقة تاريخيًّا.
الحملة كالحيّة تحوّرت سياسيًّا إلى وصم الدولة بأنها تحارب الدين، وضد حرية العبادة، والتضييق فى المساجد، ويفتكسون قرارات «قراقوشية» وينسبونها إلى وزير الأوقاف، تُؤوَّل تأويلًا عبر منصات عقورة تستبيح الكذب.