توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلبى معاكِ يا مشيرة

  مصر اليوم -

قلبى معاكِ يا مشيرة

بقلم - حمدي رزق

ربنا ما يحكم على حد، فقد الأولاد، فلذات الأكباد، ثمرات القلوب، من أعظم المصائب، التي تصيب الإنسان في حياته، هي والله نار في الفؤاد، وحرقة في الأكباد، لهذا كان ثواب الصبر على فقدهم عظيمًا، وكان أجره في الميزان ثقيلًا.

فراق الأحباب سقام الألباب، قلبى مع السفيرة «مشيرة خطاب»، في مصابها الأليم، الله يرحم ابنها «محمود»، الذي لقى ربه بعد مرض، ويصبّرها، ويطبطب على قلبها المكلوم من قسوة الفراق.

مصاب السفيرة مشيرة مصابان، الزوج المخلص وعشرة العمر الجميل طيب الذكر «حسين خطاب» رحل قبل أسبوعين وتركها تقاسى مرض نجلها المريض، «محمود»، قرة عينها، حيث لحق بوالده إلى الجنان السماوية ليتركا مشيرة في معية الله ورعايته.

سبحان مَن له الدوام، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا مات ولد العبدقال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدى؟، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدى؟، فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدى بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد«.

ربحتِ مشيرة بيت الحمد، فلا تحزنى، وعد المولى سبحانه وتعالى لمَن فقد ولده، ياااه على فقد الضنا، والضنا غالى، فقد حزين، حزن يقطع نياط القلوب، اللهم صبرك يا الله، اجبر كسرها يا الله، واجعلها من أهل اليمين المبشرين، فلله ما أخذ وأعطى، والحمد لله على كل حال وفى كل حين.

الفراق صعب، يا رب خفف عن عبدتك الطيبة، وطبطب على قلب أمتك الكريمة، وارزقها صبرًا، واحتمالًا، وأعِنْها على البلاء، فليس أقسى من الابتلاء في الولد من بعد الزوج، فقدت مشيرة السند، ربنا يعينها على الحياة.

نعيش ونحيا على أمل حين يحم القضاء، أن يوسدنا الولد التراب بيديه.. راحة، نتمناها قبله، ليس بعده، نتمناه في حياته، لكن مشيئتك سبحانك، تقدر الأقدار:»فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون«.

يا مَن فقدت الولد، عظّم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقك الشكر، وجبر الله كسرك، وعوّضك خيرى الدنيا والآخرة عمّن فقدت.

فقد الأولاد، فلذات الأكباد، ثمرات القلوب، فقد الولد من أعظم المصائب، التي تصيب الإنسان في حياته، هي والله نار في الفؤاد، وحرقة في الأكباد، لهذا كان ثواب الصبر على فقدهم عظيمًا، وأجره في الميزان ثقيلًا، يقول عليه الصلاة والسلام:».. خمس ما أثقلهن في الميزان، لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفى للمرء، فيحتسبه«. صدقتَ يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم.

وفى هذا يقول الشاعر الحزين:

»ماذا عساى أن أنثر هنا من كلمات

لتجارى هذه الشجيات المؤلمة

فحروفى حزينة لم تعد تقوى أن أنثرها«

في كتاب»برد الأكباد عند فقد الأولاد«، لمؤلفه»محمد بن عبدالله بن ناصر الدين الدمشقى«، تعزية، طبابة لقلب المكلوم بفقد ولده، فيه الكثير من الأحاديث الشريفة عن الصبر على الابتلاء، وفقد الابن من الابتلاءات التي تُكفر السيئات، ما يغفر الذنوب جميعًا.

توقفت ملِيًّا أمام دموع المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وهو يودع ولده»إبراهيم«، وفى الرواية يقول الحبيب ومثله نقول عند الابتلاء:»إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضى ربنا، وإنّا بفراقك لمحزونون».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلبى معاكِ يا مشيرة قلبى معاكِ يا مشيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon