توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفتاوى المؤسسة لظاهرة المستريح!!

  مصر اليوم -

الفتاوى المؤسسة لظاهرة المستريح

بقلم - حمدي رزق

المحاكمة العاجلة لـ«مستريح أسوان»، التى بدأت أمس الأول، مفروض توفر ردعا لكل من تسول له نفسه النصب على البسطاء، والمحاكمة علنية وتحظى بتغطيات واسعة، لعل وعسى تصل الرسالة إلى البسطاء، لا تضع أموالك فى جراب الحاوى، هؤلاء حواة، شغل الثلاث ورقات، نصابون، يجولون بعدة النصب على الكفور والقرى يغازلون العاطفة الدينية، ويزغللون أعين البسطاء بأرباح خيالية لا تستقيم منطقا، لكن الطمع يعمى العينين عن الحقيقة المرة.
معلوم شعبيًا: «طمعنجى بنى له بيت.. فلسنجى سكن له فيه»، ورغم كثرة الأمثال الشعبية المحذرة من النصب والنصابين، هناك من يقع فى الفخ طمعا فى أرباح موهومة، ويسقط من حالق فى مصيدة «النصابين الجدد»، من أطلق عليهم وصفا لقب «المستريحين».

حرت، واحتار دليلى فى تقفى وصف «المستريح»، وهو وصف ذو دلالة على المكسب السهل، بدغدغة أطماع البعض فى مكسب ضخم وسريع، وعدة الشغل بسيطة، كلام معسول وأرباح طائلة فى مدة زمنية قصيرة بحجة التجارة الحلال، بالضرورة أكثر ربحية من عوائد البنوك على ارتفاعها (من ١٨ إلى ٢٠ فى المائة)!.

الحكمة الشائعة تقول: «طول ما الطماع موجود النصاب دايما بخير»، وصحيح الطمع يقل ما جمع، وهذا مصير كل من سقطوا فى شباك المستريحين، الطمع فى ربحية سهلة وسريعة، الطمع ينتهى بمأساة شهدنا فصولا منها من أسوان إلى الجيزة مرورا ببقية المحافظات، أقله ١٠ مستريحين سقطوا فى الشهور الأخيرة.

كوميديا سوداء، ورغم سوداوية المشهد، هناك فرص لاتزال سانحة لظهور مستريحين جدد، وعمليات نصب جديدة بالملايين، لا أحد قط يتعظ، ولا يرى رأس الذئب الطائر!.

فى المنطوق الشعبى: «مال الكنزى للنزهى»، والمستريح عادة نزهى، يتمتع بأموال البسطاء بعد سلبها نصبا، وفى الأخير يبلغ فرارا، والشرطة تلاحقه وتسقطه بعد جهد جهيد.

ظاهرة المستريح تحيلك لظاهرة عمت البلاد قبلا: «شركات توظيف الأموال»، نفس الفكرة، بنفس الأدوات، تطابق، نصاب ينصب كمينا لطماع يسلبه كل ما يملك رضائيا، طوعا، مستخدما كل فنون الخداع البصرى، ومتسترا بشكلانية دينية، يغازل فكرة الكسب الحلال، ولها مفعول السحر عند البسطاء.

الأرضية التى يتحرك عليها المستريحون خصبة، الفتاوى التى تحرم التعاملات البنكية مستدامة وشائعة، والبنوك لم تبذل الجهد الكافى ولم تتوفر على تفنيد هذه الفتاوى التى تعوق الادخار.

القضية ليست فى نسبة الفائدة، هى مرتفعة بنكيا ومرضية، لكن تحريم التعاملات البنكية، ورغم الجهد، الفتوى من المؤسسة الدينية (الأزهر والإفتاء والأوقاف) لتبديد الشكوك حول الفوائد البنكية، إلا أن العقل الشعبى لم يغادر بعد خانة حرمة فوائد البنوك.

يقينا بعد استفحال الظاهرة، مستوجب حملة تنويرية يؤمها شيوخ ثقات، ذوو مصداقية، وشعبية لدحض هذه الأفكار التى رسخت فى بعض العقول، وتغذيها ماكينة فقهية معادية لكل ما هو بنكى.. حتى لو كانت شهادات بفائدة ٢٠٪!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتاوى المؤسسة لظاهرة المستريح الفتاوى المؤسسة لظاهرة المستريح



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon