توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا»

  مصر اليوم -

«اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا»

بقلم : حمدي رزق

 الجدل المسيحى المثار حالياً حول مقولات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية إبان الانتخابات الرئاسية والتى منها «وطنى قبل كنيستى، ويد الله التى تختار الرئيس..»، وغيرها من مقولات بابوية قوبلت بشىء من الاحتجاج المسيحى على صفحات التواصل الاجتماعى.

معلوم البابا هو صوت الكنيسة، المعبر عنها، ومقولاته منطوقة بعناية، ومقصودة تماماً، وعلى وقتها، ورغم ضراوة الهجمة على البابا لم يلتفت قداسته إليها بل ذهب ليصوّت فى الانتخابات الرئاسية أمام الكاميرات مستنكفاً كسل البعض عن التصويت قائلاً لهم: «بلاش كسل».

البابا، على موقفه، متسق مع نفسه فى دعم وطنه فى ظرف استثنائى يقف فيه شعب مصر أمام العالم متحدياً، والكنيسة كنيسة الوطن، وموقفها موقف وطنى، والبابا بابا المصريين، كيف يتولى يوم الزحف، كيف يقف موقفاً مغايراً لوطنية الكنيسة المصرية فى مفرق تاريخى؟.

البابا لم يطلب سوى الخير لمصر ويراه مجسداً فى مشروع الرئيس السيسى، ويدعو لفلاحه فى الصلوات كما قال فى رسالته نشرتها مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قبيل الانتخابات، نصا: «اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا»، إذن البابا لم يستن طقساً كنسياً مستحدثاً، ولم يخرج على المسيحيين بما يسيئهم كنسياً أو سياسياً، ولم يتعرض لنفر من المقاطعين، فقط نادى على جموع المحبين.

البابا يعبر بصدق عن الضمير الوطنى بلسان مصرى مبين، لم يذهب إلى بيع المسيحيين بضاعة أو التجارة بهم فى مزايدة سياسية رخيصة، البابا تصرف بمسؤولية وطنية، ولم يزايد على معارض، ولم يقطع الطريق على رافض، فقط قال بما تمليه اللحظة من واجب وطنى لم تخطئه الكنيسة المصرية طوال تاريخها.

للرافضين كل الاحترام، ولست فى محل تفسير كنسى لمقولات البابا، شعب الكنيسة أدرى بشعابها، ولكن ما يعنينى هو الموقف الوطنى فى موقف وطنى، هل كان مطلوبا من بابا الكنيسة المصرية أن يقف على الحياد ولا يذهب إلى الانتخابات وقد سبقه إليها رمزيات مصرية معتبرة كالإمام الأكبر تؤدى واجباً نحو وطنها؟.

هل كان مطلوبا من البابا أن يُمكّن مَن يضمرون كراهية للمصريين من رمى الكنيسة بسخام أنفسهم وما ينفثون حقداً على العلاقة الطيبة بين رأس الكنيسة ورأس الدولة؟.

البابا تواضروس على خطى الآباء الراحلين يستبطن حكمة السنين، ويصك تعبيراً لأجيال «يهمنى وطنى قبل كنيستى»، لا يشترى بها عرض الدنيا، يود لو قفل عائدا إلى قلايته فى الدير يتعبد الله، ولكنه يشترى بها وجه الوطن من بعد وجه الله.

الهجمة الشرسة على بابا الإسكندرية ليست براء من الغرض، وأخشى أنها من تدبير الصفحات الإخوانية التى تتشح بالصليب زوراً، فيسقط فى حبائلها نفر من شباب الكنيسة الطيبين أو المتحمسين، البابا ومنذ 30 يونيو مستهدف من الإخوان والتابعين.

وأخيراً، هل يمارى مصرى فى حب الكنيسة للوطن، وهل يمارى مصرى فى أن المسيحيين المصريين كانوا فى قلب ثورة 30/25، وبابا المسيحيين فوق منصة 3 يوليو، وهل يمارى مسيحى أن الرئيس السيسى يحمل قلباً محباً للمسيحيين ولا يفرق بينهم وبين إخوتهم المسلمين، ويرفض هذه القسمة الظالمة؟.

«الحط» على البابا بهذه الغلاظة لا يستقيم وطنياً ولا كنسياً، البابا ما خرج من الكنيسة إلا إكراماً للوطن، والحس الوطنى الرائع للمسيحيين خليق بالحفاوة الوطنية، ونسجل كامل الاحترام لكل صوت مسيحى مبصر لا يفارق ناظريه الوطن وسلامته، طوبى للبابا وطوبى للمصريين المسيحيين أن خفوا تصويتاً حباً فى أغلى اسم فى الوجود.

نقلاً عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا» «اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon