الرُّهاب يشخص مرضيا، خوف غير عقلانى فى شدته أو ماهيته حيث يرتبط هذا الخوف بشىء، أو حدث، أو صدمة، ويُسبب التعرض لمسبب الخوف القلق فورًا.
الرُّهاب أو عُصاب المَخاوف أو الفوبيا اضطراب نفسى يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها، الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش فى ضيق وضجر.. وقد يفكر فى الانتحار خلاصا.
قراءة وجه «بنيامين نتنياهو»، رئيس وزراء إسرائيل على الشاشات غاضبا، تحيلك لموسوعة الرُّهاب، يعانى عُصاب المَخاوف، الفوبيا، فوبيا المقاومة، اختصارا «حماسوفوبيا»، الخوف من حماس، وبالأخص عندما يُنظَر إليها كتهديد وجودى لحلمه فى رؤية الدولة العبرية الكبرى.
نتنياهو تلقى صفعة مؤلمة بفيديو «الأسيرات الثلاث»، أفزعه، صار كمن صدمته شاحنة مسرعة فى شارع «صلاح الدين» وهو يهم بدخول غزة، صار يعوى فى الخلاء، خلاء نفسه، نتنياهو حالته حال «اللمبى»، وطفق يبهلل كالبهلول المهبول «إيه اللى جاب غزة جنب تل أبيب؟!».
ليس وحده، قادة جيش الاحتلال جميعا أخذوا على حين غرة، حالهم حال ولا فى الخيال، أنفاسهم متقطعة، ريقهم جاف، إذ فجأة ضربتهم الصاعقة، دارت بهم الأرض دورة كاملة، سقطوا من حالق فى صدع داخلى فظيع.
جميعا، وأولهم نتنياهو، تنتظرهم لجنة تحقيق مخيفة على غرار «لجنة أجرانات» التى جرى تشكيلها فى ٢١ نوفمبر ١٩٧٣ للتحقيق فى انهيار دفاعات جيش الدفاع خلال الأيام الثلاثة الأولى من حرب أكتوبر المجيدة.
يعانون فزعا وهلعا وهلاوس سمعية وبصرية، يصحون من نومهم فزعين، كابوس رهيب جاثم فوق صدورهم، شبح «أبوعبيدة الملثم» يظهر لهم كثيرا فى الليالى القمرية.
مثل حفارى القبور، طفقوا يحرثون الأرض من تحت أقدامهم بحثا عن ملاذ آمن، الأرض المحتلة ضاقت بما رحبت، الدنيا ضيقة قوى، حتى تل أبيب (حصن الصهانية الأخير) ضربها الصاروخ «عياش»!!.
حالة قادة الحرب مثل حالة الأستاذ «حكم» فى فيلم «السفيرة عزيزة» تحت السكين: الغوث.. النجدة.. الغوث.. يا لطيف.. يستنجدون ببايدن وبلينكن، يفكرك باستغاثة «جولدا مائير» بكيسنجر فى منتصف ليل واشنطن تطلب الغوث والجيش المصرى يكنس جيش الاحتلال.
جنود جيش الاحتلال ليسوا بأفضل حال، فى ملاجئهم، بؤساء، يخشون، ينتظرون، يتقلبون على جمر نار المقاومة الموقدة، على قلق كأن رياح المقاومة تصفر فى آذانهم حذر الموت.
المدنيون فى تل أبيب، والمتدينون فى غلاف غزة يتنفسون بصعوبة، يخشون القصف، يمضون أيامهم السودة فى الملاجئ، يصيخون السمع لصافرات الإنذار، أنفقوا على القبة الحديدية إنفاق من لا يخشى الفقر، ولا تصد ولا ترد صواريخ المقاومة.
العقور المستأسد إلكترونيا، «أفيخاى أدرعى»، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلى، يعانى كرشة نفس، صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد فى السماء.
ورغم تغريدات الوعيد والتهديد وركام الأكاذيب التى يروجها فى الفضاء الإلكترونى، منى بهزيمة نكراء ليس فى مواجهة «أبوعبيدة»، ولكن فى مواجهة مطربتنا الكبيرة «أنغام» التى لقنته درسا برشقة تغريدات إلكترونية موجعة!!.
والأسباب عديدة، والنجاحات محققة، لو هناك سبب وحيد للاحتفاء بانتصار المقاومة، فحسب تكتب نهاية «نتنياهو»، أظنه سيموت منتحرا من قسوة الرُّهاب وهو يردد فى مخبئه السرى تحت الأرض: خذنى بعارى.