توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتحار وخراب ديار!!

  مصر اليوم -

انتحار وخراب ديار

حمدي رزق
بقلم - حمدي رزق

للأفكار الانتحارية أسباب عديدة، فى أغلب الأحيان، تكون الأفكار الانتحارية نتيجة شعورك بعدم إمكانية التعامل عندما تواجه ما يبدو أنه موقف مُربك فى الحياة.. إذا لم يكن لديك أمل فى المستقبل، فقد تعتقد على سبيل الخطأ أن الانتحار هو الحل. قد تواجه نوعًا من ضيق الأفق، حيث تعتقد فى منتصف الأزمة أن الانتحار هو السبيل الوحيد للخروج منها.
قد يكون هناك أيضًا رابط وراثى للانتحار، تكون احتمالية وجود تاريخ عائلى من الانتحار أكبر لدى الأشخاص الذين يكملون الانتحار أو الذين لديهم أفكار أو سلوكيات انتحارية (من تشخيص مايو كلينك الأمريكية).

كنت أتخيل من الخيال المحلق أن يستمع مجلس الشيوخ لطبيب نفسانى قبل مناقشة المادة (١٣) من مواد مشروع «قانون التأمين الموحد» المقدم من الحكومة، والمعنية بأيلولة تأمين المنتحر على حياته لدى شركة التأمين.

تحديدًا (الفقرة الثالثة) من المادة (١٣) التى تنص على أنه «إذا اشتملت وثيقة التأمين على شرط يُلزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين، ولو كان انتحار الشخص عن اختيار وإدراك، فلا يكون هذا الشرط نافذًا إلا إذا وقع الانتحار بعد سنتين من تاريخ العقد».

لافت تمسك (ممثل الحكومة) بنص الفقرة، ورفضه اقتراح النائب «أحمد شعبان»، عن « حزب التجمع »، ومبرر الحكومة «أن المادة فى فقرتها ليست (إلزامية)، ولكنها (توافقية) بين الطرفين، لأنه من غير المتصور أن يفكر إنسان فى الانتحار وينفذه بعد عامين لأن الإقدام على الانتحار لا يحتاج إلى تفكير».

ووافق المجلس على النص المقدم من الحكومة، وتنص (المادة 13) على أن «تبرأ ذمة (شركة التأمين) من التزاماتها بدفع مبلغ التأمين إذا انتحر الشخص المؤمَّن على حياته، ومع ذلك تلتزم الشركة بأن تدفع لمَن يؤول إليهم الحق مبلغًا يساوى نصيبه فى قيمة الاحتياطى الحسابى للتأمين، فإذا كان سبب الانتحار مرضًا أفقد المريض إرادته، بقى التزام شركة التأمين قائمًا بأكمله، وعلى الشركة المؤمِّنة أن تثبت أن المؤمَّن على حياته مات منتحرًا، وعلى المستفيد أن يثبت أن المؤمَّن على حياته كان وقت انتحاره فاقد الإرادة، وإذا اشتملت وثيقة التأمين على شرط يُلزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين ولو كان انتحار الشخص عن اختيار وإدراك، فلا يكون هذا الشرط نافذًا إلا إذا وقع الانتحار بعد سنتين من تاريخ العقد».

حسب فهمى، الانتحار ليس اختيارًا، ومن يقرر الانتحار يقينًا فقد القدرة على التمييز والإدراك، ودخل ظلمة نفسية رهيبة، فالإرادة هنا مغيبة تمامًا، ولا يُتصور عقلًا أن ينتحر شخص بنية الاحتيال على شركة التأمين.. إلا إذا.. وهذه يحددها طبيب نفسانى وليس شيخًا من شيوخ مجلس الشيوخ إلا إذا كان طبيبًا نفسيًا، ولربما بين شيوخنا الأجلاء من هو تخصص نفسى!!.

مراجعة هذه الفقرة من المادة تحتاج إلى متخصصين نفسانيين، ومستوجب لكى تستقيم مادة الأيلولة الإلمام بالأعراض والأسباب التى تدفع إلى الانتحار، وقولى هذا مبنى على قاعدة قرآنية ثابتة نصًا: «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ» (فاطر/ ١٨)، ما ذنب أولاد وزوجة وأسرة المنتحر، كفى فجيعتهم، حتى لا يكون انتحارًا وخراب ديار!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار وخراب ديار انتحار وخراب ديار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon