توقيت القاهرة المحلي 14:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتحار وخراب ديار!!

  مصر اليوم -

انتحار وخراب ديار

حمدي رزق
بقلم - حمدي رزق

للأفكار الانتحارية أسباب عديدة، فى أغلب الأحيان، تكون الأفكار الانتحارية نتيجة شعورك بعدم إمكانية التعامل عندما تواجه ما يبدو أنه موقف مُربك فى الحياة.. إذا لم يكن لديك أمل فى المستقبل، فقد تعتقد على سبيل الخطأ أن الانتحار هو الحل. قد تواجه نوعًا من ضيق الأفق، حيث تعتقد فى منتصف الأزمة أن الانتحار هو السبيل الوحيد للخروج منها.
قد يكون هناك أيضًا رابط وراثى للانتحار، تكون احتمالية وجود تاريخ عائلى من الانتحار أكبر لدى الأشخاص الذين يكملون الانتحار أو الذين لديهم أفكار أو سلوكيات انتحارية (من تشخيص مايو كلينك الأمريكية).

كنت أتخيل من الخيال المحلق أن يستمع مجلس الشيوخ لطبيب نفسانى قبل مناقشة المادة (١٣) من مواد مشروع «قانون التأمين الموحد» المقدم من الحكومة، والمعنية بأيلولة تأمين المنتحر على حياته لدى شركة التأمين.

تحديدًا (الفقرة الثالثة) من المادة (١٣) التى تنص على أنه «إذا اشتملت وثيقة التأمين على شرط يُلزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين، ولو كان انتحار الشخص عن اختيار وإدراك، فلا يكون هذا الشرط نافذًا إلا إذا وقع الانتحار بعد سنتين من تاريخ العقد».

لافت تمسك (ممثل الحكومة) بنص الفقرة، ورفضه اقتراح النائب «أحمد شعبان»، عن « حزب التجمع »، ومبرر الحكومة «أن المادة فى فقرتها ليست (إلزامية)، ولكنها (توافقية) بين الطرفين، لأنه من غير المتصور أن يفكر إنسان فى الانتحار وينفذه بعد عامين لأن الإقدام على الانتحار لا يحتاج إلى تفكير».

ووافق المجلس على النص المقدم من الحكومة، وتنص (المادة 13) على أن «تبرأ ذمة (شركة التأمين) من التزاماتها بدفع مبلغ التأمين إذا انتحر الشخص المؤمَّن على حياته، ومع ذلك تلتزم الشركة بأن تدفع لمَن يؤول إليهم الحق مبلغًا يساوى نصيبه فى قيمة الاحتياطى الحسابى للتأمين، فإذا كان سبب الانتحار مرضًا أفقد المريض إرادته، بقى التزام شركة التأمين قائمًا بأكمله، وعلى الشركة المؤمِّنة أن تثبت أن المؤمَّن على حياته مات منتحرًا، وعلى المستفيد أن يثبت أن المؤمَّن على حياته كان وقت انتحاره فاقد الإرادة، وإذا اشتملت وثيقة التأمين على شرط يُلزم شركة التأمين بدفع مبلغ التأمين ولو كان انتحار الشخص عن اختيار وإدراك، فلا يكون هذا الشرط نافذًا إلا إذا وقع الانتحار بعد سنتين من تاريخ العقد».

حسب فهمى، الانتحار ليس اختيارًا، ومن يقرر الانتحار يقينًا فقد القدرة على التمييز والإدراك، ودخل ظلمة نفسية رهيبة، فالإرادة هنا مغيبة تمامًا، ولا يُتصور عقلًا أن ينتحر شخص بنية الاحتيال على شركة التأمين.. إلا إذا.. وهذه يحددها طبيب نفسانى وليس شيخًا من شيوخ مجلس الشيوخ إلا إذا كان طبيبًا نفسيًا، ولربما بين شيوخنا الأجلاء من هو تخصص نفسى!!.

مراجعة هذه الفقرة من المادة تحتاج إلى متخصصين نفسانيين، ومستوجب لكى تستقيم مادة الأيلولة الإلمام بالأعراض والأسباب التى تدفع إلى الانتحار، وقولى هذا مبنى على قاعدة قرآنية ثابتة نصًا: «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ» (فاطر/ ١٨)، ما ذنب أولاد وزوجة وأسرة المنتحر، كفى فجيعتهم، حتى لا يكون انتحارًا وخراب ديار!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار وخراب ديار انتحار وخراب ديار



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:41 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها
  مصر اليوم - لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon