توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سُكتم بُكتم!

  مصر اليوم -

سُكتم بُكتم

بقلم - حمدي رزق

بمعنى لَمْ يَنْبَسْ بِبِنْت شَفَةٍ، لَمْ تَصْدُرْ عَنْهُ وَلا كَلِمَة وَاحِدَة، لم يفتح فاه، سكتَ، لم يتكلّم مطلقًا.. وكأن على رؤوسهم الطير!.

وزير المالية «محمد معيط» تحدث فى ندوة عن استضافة مصر لاجتماعات البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية أواخر سبتمبر الجارى، وقال أرقامًا مهمة.. للأسف مرت مرور الكرام.

أرقام معيط جدٌّ متفائلة، تحبط خبراء الغبرة الاقتصادية الذين صدّعوا رؤوسنا بعجز الحكومة عن سداد الديون وخدمتها، ولكنهم لا يفقهون أن القروض فروض، ومصر تؤدى فروضها على وقتها.. وتاريخيًّا، لم تتأخر مصر الكبيرة يومًا عن تأدية فروضها وسداد ديونها، ومصداقيتها دوليًّا فوق حملات التشكيك المستدامة، وتشهد بها المؤسسات الدولية.

معيط يقول نصًا: مصر سددت التزامات مستحقة بقيمة 25.5 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى.. ويزيدنا معيط إيضاحًا: سددت مصر 52 مليار دولار من أقساط وفوائد التمويلات المستحقة عليها خلال العامين الماليين (2021 - 2022) و(2022 - 2023).

توقفت مليًا أمام أرقام معيط، وراجعت المليارات المسددة على تصريح المهندس «مصطفى مدبولى» رئيس الوزراء فى جمع من الصحفيين مشددًا: «الدولة المصرية لم يسبق أن أخفقت فى سداد أى التزامات دولية عليها، ولن يحدث ذلك مستقبلًا».

وتيقنت من صدقية مدبولى ومعيط على بيان البنك المركزى المصرى الأخير، وهو منشور بأقساط السداد وتوقيتاتها. وبعد الحمد والشكر لله، والدعاء بسداد كامل الديون وعلى وقتها، والسؤال للمحللين فى المنصات الإلكترونية والفضائية: هل آتاكم بيان معيط؟، هل طالعتموه جيدا؟، هل اضطلعتم بتحليل البيان وبيان مؤشراته؟، هل صدقتم رئيس الحكومة عندما قالها بملء الفم: «القروض فروض ومصر تؤدى قروضها على وقتها»؟، وهل.. وهل..؟!.

أتصمتون أمام الأرقام الحكومية الموثقة، وتتوفرون على ما دونها مصداقية؟!.. تخيل مثل هذا البيان يمر مرور الكرام، وحديث الديون يملأ أجواز الفضاء!!.

لماذا يتجاهلون البيان؟، لماذا الإصرار على تسويد الصورة؟، لماذا وضع البلاد تحت وطأة الدين وكأنها عجزت عن السداد، أو شارفت على الإفلاس؟!.

البيان فاضح وكاشف للمؤلفة قلوبهم من محللى الغبرة. تخيل يا مؤمن مصر،التى توعّدوها بالخراب الاقتصادى والانهيار والسقوط، تسدد 25.5 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى، وسددت 52 مليار دولار من أقساط وفوائد التمويلات المستحقة عليها خلال العامين الماليين الأخيرين، رغم خروج ما بين 22 إلى 23 مليار دولار من الاستثمارات قصيرة الأجل (الأموال الساخنة) خلال الأعوام الماضية؟!. فضلًا، ترتفع احتياطياتها الدولارية فى البنك المركزى بنحو 72 مليون دولار لتبلغ نحو 34.878 بنهاية شهر يوليو 2023، مقارنة بنحو 34.81 مليار دولار بنهاية شهر يونيو 2023.. و(34.4 مليار دولار) بنهاية مارس الماضى.

تخيل حجم الاحتياطى وتعجب: (34.878 مليار دولار) من أصل (١٣ مليار دولار) عام 2013، صافى احتياطيات مرحلة الفوضى الهدامة، الله لا يعيدها!.. بعيدًا عن محللى الغبرة الذين يسكنون المنصات الإخوانية أو مسكونين بالرفض لثورة 30 يونيو، أو يعتملون ثأرًا من النظام المصرى، ويتبعهم متحذلقو «النيوليبرالية الاقتصادية» الرافضون وجود الدولة بمؤسساتها فى عصب الاقتصاد الوطنى. ما جرى ويجرى فى سياق الاقتصاد المصرى وتترجمه الأرقام يقول إن هذا البلد تنتظره أيام أفضل كثيرًا، بالعمل الجاد المنتج، والاستثمار المجدى، وتحكيم فقه الأولويات، وليس بالنواح المستدام على المنصات العربية والغربية، وإِنّ غَدًا لنَاظِرِهِ قَرِيب، ويلخصه ابن النحوى بقوله: «اشتَدَّى أزمَةُ تَنفَرِجى.. قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَج».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سُكتم بُكتم سُكتم بُكتم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon