تُسعدك، وتُفرح قلبك، صور المصريين شبابًا وشيوخًا وسيدات فضليات وفتيات، حاملين الأعلام المصرية أمام السفارات والقنصليات فى العواصم حول العالم، جاءوا فرادى وجماعات للتصويت فى الانتخابات الرئاسية.
جد هرمنا حتى نرى هذه الصورة الزاهية.. لفتتنا الحرب على غزة عن صور وطنية تشرح القلب، لسان حالهم يلخصه بيت شعر فخيم لأمير الشعراء أحمد شوقى يقول: «يا ساكنى مِصرَ إنّا لا نَزالُ على عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا».. يقصد ساكنين فى القلب.
المصريون فى الخارج يكدون ويتعبون ويشقون، بارك الله فى الرجال، ونحن لهم من الشاكرين، دومًا عند حسن الظن بهم، لا يتأخرون عن المواعيد الكبرى، يسجلون حضورًا وألقًا.
المصريون فى بلاد برة يضربون أروع الأمثال فى حب أغلى اسم فى الوجود، يجتهدون بشرف، ويكدحون بعرق، ويحولون إلى مصر حصاد شقاهم، فيهم الخير، ومَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهم الخَيْرُ.
تحية مستحقة لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، مَن لم يجرّب الغربة قعودًا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد. الغربة، وما أدراك ما الغربة، ثقيلة الوطأة على النفس، صعيبة الغربة، أعوام فى الغربة تجعلك تتمنى يومًا فى حضن الوطن.
الإقبال على صناديق الانتخابات فى الخارج عاد بحس وطنى دافق، وعلى وقتها كما يقولون، وتحويلاتهم سبقت أصواتهم، يعوضون غيابًا طال، أصواتهم مدد، كم نحن فى أَمَسّ الحاجة إلى هذه الأصوات، التى تبرهن على حب الوطن والانتماء، وإلى التحويلات، التى تُعد مصدرًا رئيسيًّا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًّا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، هل من مزيد؟!.
ارتفاع أرقام أصوات المصريين فى الخارج، (ونأمل فى هذا)، قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء المقدرين، تؤشر على إحباط دعوات المقاطعة فى الفضاء الإلكترونى، والتى تكاثرت كالجراد قبيل الانتخابات الرئاسية وعملت عليها قنوات الإخوان والتابعين.
يمكن البناء على ما تقدم لإحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية لحجب التحويلات الدولارية من الخارج، المؤامرة الإخوانية على التحويلات جد خطيرة، سماسرة «الإرهابية» ووسطاؤها فى الخارج، خاصة فى منطقة الخليج، قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تدفق تحويلات المصريين، يشترون الدولار من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى بكثير.
لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، فقط لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق مَن لا يخشى الفقر.
وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، التصويت فى الانتخابات الرئاسية وصل ما انقطع بين هؤلاء والوطن، وستعود التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى.
مستوجب الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظريهم لحظة.
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يُحدثون فارقًا، هؤلاء أَوْلَى بالرعاية والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم فى كل المناسبات الوطنية تحمل تقديرًا وعرفانًا، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم.