توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين للديّان والوطن للإنسان

  مصر اليوم -

الدين للديّان والوطن للإنسان

بقلم - حمدي رزق

العنوان أعلاه مسكوكة وطنية من مسكوكات البابا تواضروس الثانى بابا المصريين، من الكلم الطيب، كلمة طيبة كشجرة طيبة، حسنةٌ جيِّدة لا كراهةَ فيها.

على وزن «الدين لله والوطن للجميع»، مسكوكة البابا ستُعمَّر طويلًا، ستلهَج بها الألسنة المُحِبة دومًا، البابا يتخارج من الحالة، ورغم الحزن الساكن فينا، ويطل من عينيه المجهدة، يمسك بأشعة الشمس، ولسان حاله يُغنى عن بيانه، وملخص الحال في كلام طيب الذكر الخال الأبنودى: (كل الدروب واخدة بلدنا للنهار/ واحنا بلدنا ليل نهار/ بتحب موال النهار/ لما يعدى في الدروب/ ويغنى قدّام كل دار).

البابا مفطور على حب مصر، تسرى مصر في روحه ودمه، وكلما سنحت الفرصة تغَزّل في قَسَمات شعبها، يراهم بأعين مبصرة للجمال المستبطن في دواخلهم، وكما قال الإمام الشافعى «وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ..»، وعين البابا راضية، وحامد وشاكر في السراء والضراء وحين البأس.

عظة الأربعاء الماضى، على وقتها، وملخصها، ومن كلام سابق لقداسته: «لدينا مَن يقولون على الشر (خير) والظلمة (نور)، ويعيشون في دائرة الشر بكل صوره، لذلك الإنسان لا يمكن أن يكون ناطقًا بالحق إذا عاش بهذه الأساسيات».

مسَّ قداسته عرَضًا مرضيًّا مزمنًا استولى على البعض في غيابة الجُبّ النفسى، فطفقوا يعمهون في الشر، وانحرفوا وانجرفوا عن الطريق القويم، فصاروا أشرارًا يعكسون الحقائق، يقولون على الشر «خير» في خلط وتخليط، وعلى الظلمة الحالكة «نور»، وهم لا يرون أكفهم من فرط ظلمة أنفسهم، ولكنهم يفترون، ويمعنون في الشر.

البابا يحذر من قلب الحقائق وتغييب الوعى والضلال والإضلال والتضليل الذي بات مرضًا اجتماعيًّا عضالًا، يستوجب التعاطى معه (بالحقائق والشفافية والمعلوماتية) حتى لا يستشرى شره بين الناس، وكما قال الإمام على، كرّم الله وجهه: «سيأتى عليكم من بعدى زمان، ليس فيه شىء أخْفَى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب».

هذا ما نعيشه الآن، ووقف عليه البابا تواضروس محذرًا من غيبة الحقائق، وترجمة منطوق البابا، وبلغتنا الشعبية حذارِ من «الضلالية»، والضلالى لا يمكن أن يكون ناطقًا بالحق إذا عاش ينكر الحق ويوسِّد الباطل، مثله كمثل مَن خصهم سبحانه في آياته ناهيًا: «وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (البقرة: ٤٢).

دائرة الشر التي تحيطنا، مَن دخلها ضاع في الظلمة، ولن يخرج أبدًا وفى هذا نقرأ في الإنجيل «وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ أَنْ تُلَاحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلَافًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِى تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ». (رومية ١٧:١٦)

البابا تواضروس الثانى مُحِبًّا، حانيًا، واجفًا، يصلى من أجل وطن يعيش فينا، ويحذر من الظلمة، ويطالب الأجهزة المعنية بمزيد من جهود التوقِّى من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويرسل إلى الشعب رسالة طمأنة في عظة عميقة، ويُعزى ويُواسى أسرة القمص الشهيد «أرسانيوس وديد»، ويُطيِّب الجراح، بردًا وسلامًا على وطن يقتات المحبة، نهج الأخيار الطيبين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين للديّان والوطن للإنسان الدين للديّان والوطن للإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon