بقلم - حمدي رزق
لم أتوقع، ولم أتلق ردودًا من الجمعيات الخيرية التى تجمع الزكوات والصدقات والتبرعات فى شهر رمضان الكريم، باعتبارها «حسنة مخفية».. وهذا شأنهم، لله فى خلقه شؤون.
ولكن هذا لا يمنع من السؤال لوجه الله تعالى طلبا للشفافية التى تغيب تماما عن نشاطات العمل الأهلى فى المحروسة، أتكئ على توفر رقابة الأجهزة المعنية، سيما المعنيين فى وزارة التضامن بهذا الملف العريض (عدد الجمعيات الأهلية المُسجلة بحسب أيمن عبد الموجود مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى لشؤون العمل الأهلى، يبلغ ٥٢ ألفًا و٥٠٠ جمعية ومؤسسة).
هذا وإن كان كافيا من الناحية الرسمية، ونثق فى رقابة الوزارة والأجهزة المعنية بالملف، وكما يقولون على الجمعيات «رقيب عتيد»، ولكن ليطمئن قلبى، وقلوب جمهرة المتبرعين، وبعضهم أجود ما يكون فى شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ، نلح إلحاحا على نشر حسابات التبرعات إعمالا لمبدأ الشفافية، وتمكين الرقابة المجتمعية من أداء دورها الرقابى.
فى سياق الشفافية، تلقيت من الدكتور «محمد مختار جمعة»، وزير الأوقاف، اتصالا هاتفيا طويلا، ورسالة على «الواتساب» يشرح فيها تجربة وزارة الأوقاف فى جمع الخيرات، ويبارك سلسلة مقالات «حاسبوا قبل أن تتبرعوا»، ويقول الشفافية تزيد التبرعات يقينا، وتجربة وزارة الأوقاف فى إعلان حصيلة الزكوات والصدقات والتبرعات سنويا، ونشرها على العامة، تبرهن على زيادة الحصيلة ثقة فى أعمال الوزارة، جمعا للخيرات، وإنفاقا فى مصارفها الشرعية.
ويحدد ستة مبادئ أساسية تحكم جمع الخيرات من خلال آليات الوزارة.
أولا: كامل التبرع يذهب للمستحقين دون أى مصروفات إدارية أو إعلانية.
ثانيًا: عدم المتاجرة بظروف الناس واحترام آدميتهم، وعدم السماح بتصويرهم أو أخذ أى أحاديث منهم لمدح المشروع.
ثالثًا: الإعلان الدورى المستمر التراكمى عن كل جنيه يجمع ومن أين جمع.
رابعًا: طبع جميع الصكوك أو إيصالات الجمع برقم مسلسل مؤمن فى الوثائق المؤمنة، وعدم السماح بوضع صناديق أو الجمع المباشر بعيدًا عن الصكوك المؤمنة والحسابات البنكية.
خامسًا: خضوع الجمع والتوزيع لمراقبة جميع الأجهزة المعنية.
سادسًا: يتم التوزيع من خلال عملية حوكمة كبيرة يسهل مراقبتها، والتحقق من وصول التبرع إلى مستحقيه، مع الإعلان الدورى عن أماكن وكميات التوزيع.
الشكر واجب مستوجب لوزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، يستن سنة حميدة فى سياق جمع الزكوات والصدقات والتبرعات، ويعلن عن كل جنيه تجمعه الوزارة، يوميا وأسبوعيا وشهريا، وكشف حساب سنوى (مثلا جمعت الوزارة فى صكوك الأضاحى العام الماضى ١٤٢ مليون جنيه)، وهذا معلن للكافة، إذن الشفافية عنوان وزارة الأوقاف وأعمالها الخيرية تتمتع بالشفافية اللازمة.
ليت قومى (فى الجمعيات الأهلية) يفقهون أن الشفافية تبارك وتزيد الحصيلة، وينقصها انعدام الشفافية، والتعمية على الناس، واعتبارها «حسنة مخفية» عن الأعين المفتحة على حجم إعلانات جمع المال وآليات إنفاقها.. ورمضان كريم.