«أنا وأسرتى نتعرض لمحنة شديدة، ونمر بوقت عصيب على أثر اتهام ابنى بارتكاب جريمة قتل بالولايات المتحدة الأمريكية. هذا الاتهام منظور أمام محكمة أمريكية ولم يصدر به حكم قاطع حتى الآن.
قيامى بواجباتى كوزيرة فى الحكومة المصرية لا يتعارض إطلاقًا مع كونى أمًّا مؤمنة تواجه بشجاعة محنة ابنها.
ومهما كانت العواقب، فإننى كوزيرة أتحمل مسؤوليتى كاملة تجاه منصبى ومقتضيات العمل به، وأفرق بشكل واضح بين ما هو شخصى وما هو عام.
كأم، أطلب منكم الدعاء لى ولأسرتى فى هذه المحنة، وأدعو معكم لابنى (رامى) وللضحايا الذين لقوا ربهم.
أتوجه أيضًا إلى وسائل الإعلام بتحرى الدقة فيما تنشر، وأن تراعى الصدق والإنسانية فى تعاملها مع تلك المحنة التى ألَمّت بأسرة مصرية تنتظر حكمًا لا يزال فى علم الغيب وفى ضمير القاضى به.
شاكرة محبتكم..».
قلبى مع النبيلة «نبيلة مكرم»، وزيرة الهجرة، ودعاء من القلب أن يُنجيها وأسرتها من هذه المحنة الإنسانية القاسية، وأن يُلهمها صبرًا، ويمنحها قوة، فالمصاب جلل، والمصاب فى الأبناء أشد ألمًا، يمزق نياط القلب،
«مصاب الأحباب سقام الألباب..».
ربنا ما يحكم على أحد، صعب كثيرًا على السيدة النبيلة، وربنا يجبر خاطرها، وقد جبرت خواطر كثيرة، وقضت حوائج، ولم تدخر وسعًا فى إنقاذ أرواح مُعذَّبة فى بلاد بعيدة، وسعَت إلى طمأنة أسرهم، وتطييب خواطرهم، ومساندتهم فى محنتهم، ولم تَنَمْ يومًا قبل الاطمئنان على المُتعَبين فى الغربة من أبناء الوطن.
كريه مَسْك سيرة الوزيرة، ونهش سمعتها والأسرة، وعقابها على جريمة جرَت خارج الحدود، ولا تزال منظورة أمام القضاء خارج الحدود، كونوا نبلاء، وترفّقوا بأم مصابة فى ولدها وقرة عينيها، وتوفروا على إعانتها وشد أزرها.
كفى بغضًا، كفوا ألسنتكم عنها، لا تسلقوها بألسنة حِداد، يقينًا صعب عليها كتابة هذه السطور الحزينة فى هذا الظرف الصعيب، فقط نناشدكم تحرى الدقة، ومراعاة الصدق والإنسانية فى التعامل مع تلك المحنة التى ألَمّت بأسرة مصرية تنتظر حكمًا لا يزال فى علم الغيب وفى ضمير القاضى به.
أعلم أن نباح كلاب «رابعة» العَقُورة على الوزيرة لا يرعوى لصدق ولا إنسانية، ويخلطون بين الخاص والعام، ويتبعهم الموتورون، فى قلوبهم غِلّ يستهدفون الوزيرة الممتحَنة فى ولدها، يرمونها بسهامهم المسمومة.
الأفاعى الإخوانية السامّة تلتف حول عنق الوزيرة، وشغالين على النبيلة بطرق لا أخلاقية تخلو من الإنسانية.
أتمنى على الوزيرة ألّا تلقى بالًا لهؤلاء، وتكمل رسالتها الوطنية التى توفرت عليها، وكما قالت: «قيامى بواجباتى كوزيرة فى الحكومة المصرية لا يتعارض إطلاقًا مع كونى أمًّا مؤمنة تواجه بشجاعة محنة ابنها».
الوزيرة النبيلة فى قلب محنتها توجه رسالة صادقة: «ومهما كانت العواقب، فإننى كوزيرة أتحمل مسؤوليتى كاملة تجاه منصبى ومقتضيات العمل به، وأفرق بشكل واضح بين ما هو شخصى وما هو عام».
رسالة بعلم الوصول.. لا تخلطوا بين العام والخاص، ولكن هؤلاء فى قلوبهم مرض.. ويخلطون، متى كانوا أخلاقيين، أو رحماء؟!.
وفى الأخير لتكن إرادة الله. ولتعلم النبيلة أن ما أُصيبت به هو من قضاء الله وقدَره الذى لا يُرد، والذى كان مكتوبًا فى سابق الأزل.